ما تزال حرب سخانات الغاز تحصد المزيد من الضحايا بمختلف مدن المغرب، فبعدما لقيت سيدة وطفليها حتفهم مساء الأحد الأخير، في حريق شب بمنزلهم بالدارالبيضاء، بعد تسرب للغاز، بسبب عطب بسخان الماء لم تنتبه له الضحية، التي كانت بالحمام وقت نشوب الحريق، نقل شاب في حالة وصفت بالخطيرة إلى مستشفى ابن طفيل بوجدة أول أمس، بعد تعرضه لحادث اختناق جراء تسرب الغاز، وكان الضحية، قد مكث طويلا في حالة غيبوبة في الحمام، بسبب غياب أفراد الأسرة عن المنزل. وبذلك، تواصل حوادث سخانات الماء الغازية إسقاط المزيد من الضحايا، حيث سجلت التجديد في أقل من شهر 41 ضحية بكل من الدارالبيضاء، والناظور وبيوكرى وفاس وورزازات، فإضافة إلى 3 قتلى أول أمس بالبيضاء، كان أربعة أفراد من عائلة واحدة قد فارقوا الحياة بحي جديد بنسودة بفاس، يوم 72 دجنبر المنصرم، بعد تعرضهم للاختناق جراء تسرب للغاز، ويتعلق الأمر، حسب السلطات المحلية، بامرأة (56 سنة)، وفتاتين (81 و12 سنة)، ورضيع في ربيعه الأول، فيما تم نقل رب الأسرة (24 سنة) وابنه (62 سنة) إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس وهما في حالة غيبوبة. كما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وأصيب آخرون بحالات اختناق بسبب تسرب غاز البوطان في حوادث شهدتها منازل بعض الأسر في مدينة ورزازات، خلال فترة زمنية تقارب أسبوعا. وكانت أسوأ هذه الحالات ما ارتبط منها بإصابة تسعة أشخاص من أسرة واحدة باختناق يوم 03 دجنبر المنصرم، نقلوا على إثره إلى المستشفى، حيث توفي اثنان من أفراد هذه الأسرة. وفي السياق ذاته، كانت المصالح الأمنية ببيكرى حسب ما ذكره مصدر لالتجديد قد عثرت نهاية الأسبوع الماضي، عن جثتيي رجل وامرأة قضيا حسب ما رجحه المصدر نتيجة تسرب الغاز من السخان. كما كانت مصالح الأمن بالناظور قد عثرت يوم 4 يناير على جثتي عروسين ليلة زفافهما كانا قد فارقا الحياة بسبب سخان كان بشقتهما. وكانت وزارة الصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد، أرجعت الأسباب الأساسية الكامنة وراء حوادث سخانات الماء، التي تعمل بالغاز إلى ظروف تركيب هذه السخانات. ونصحت الوزارة عموم المواطنين المغاربة، تفاديا لحوادث من هذا القبيل، بعدم استعمال سخانات ماء مستعملة، وبتكليف مهمة تركيب هذه الآلات إلى مهنيين مختصين، والتأكد من جودة وسلامة المعدات. ودعت الوزارة، في بلاغ لها، أصدرته آنذاك مستعملي هذه الآلات إلى اتباع مجموعة من التعليمات تتعلق باعتماد الدقة في اختيار المكان المناسب لتركيب السخان، الذي يعمل بالغاز، إذ أن توافر تهوية جيدة يعتبر مسألة مهمة جدا، كما أن سوء تركيب المعدات يمكنه أن يتسبب في حوادث مميتة نتيجة فقدان التهوية اللازمة، مما قد يؤدي إلى التسمم بأحادي أكسيد الكربون أو البروبان أو البوتان المستعمل. كما أكدت الوزارة ضرورة أن يتوفر المكان، الذي يجري فيه تركيب سخان الماء على تهوية كافية، وتوفير قناة لقذف الغاز المحترق إلى الخارج، مشددة على أنه لا ينبغي تركيب سخان الماء داخل غرفة الاستحمام أو المرحاض أو قبو المنزل أو الأماكن، التي تبقى مغلقة في العادة.