في الصورة أفراد من الجالية العربية في كوبنهاغن اللغة العربية لغة ثانية في مدارس العاصمة الدانماركية ابتداء من الموسم الدراسي المقبل "" بناء على دراسة علمية أعدتها فكتوريا ماريان من جامعة "نورث وسترن" ومرغيريتا كوشانسكايا من جامعة "وسكونسين ماديسين"، جمعت الباحثتان ثلاث مجموعات يتحدث أفرادها اللغة الانكليزية، اثنان منها يتكلم أفرادهما لغة إضافية، إما الماندارين (اللغة الصينية) أو الاسبانية، فيما الثالثة لا يتقن أفرادها غير الانكليزية. فتوصلتا إلى أن إتقان التلميذ للغتين تيسران له تعلم لغة ثالثة وإن كانت تختلف تماما عن لغته الأم. وقالت ماريان "إن الذين يتقنون عدة لغات لديهم قدرة طبيعية على تعلم لغات جديدة". كما أظهرت دراسة أحرى نشرت في "مجلة سايكونوميك بوليتين أند ريفيو"، أن الذين يتكلمون لغتين اثنتين بإمكانهم تعلم كلمات جديدة بسهولة كبيرة أكثر من نظرائهم الذين لا يتقنون إلا لغة واحدة كالانكليزية. ولهذه الاعتبارات العلمية، وأخرى سوسيوثقافية، ترتبط بتزايد أعداد الجالية العربية في الدانمارك، وإضافة إلى التطور التي باتت تحققه اللغة العربية في مجالات الإعلام والأدب والثقافة والدين، عوامل عزت مجتمعة ببلدية كوبنهاغن إلى اعتماد اللغة العربية لغة ثانية في مدارسها بعد الانكليزية والفرنسية ابتداء من الموسم التعليمي المقبل. رئيس بلدية كوبنهاغن أكد أن الغاية من جعل اللغة العربية لغة أجنبية ثانية في مدارس العاصمة يهدف إلى مزيد من المساهمة في دمج الشباب من أصول عربية في المجتمع الدانماركي، وأضاف قائلا لوكالة فرانس برس الإخبارية: "من المهم للغاية أن نقترح على الطلاب خيارا للغات يتضمن العربية لأنه يجب إعطاء دفع للشباب المنحدرين من بلدان ناطقة بهذه اللغة وبالتالي تعزيز تعليمهم واندماجهم في المجتمع الدانماركي... وأن ذلك سيساعد بالإضافة إلى تحفيز التلامذة من أصول عربية على التعليم؛ سيعزز التعاملات التجارية بين الشركات الدانماركية والدول العربية، كما سيصبح بإمكان هذه الشركات توظيف أشخاص متمكنين من اللغة العربية، مما يسهل عملية تصدير بضائع هذه الشركات إلى العالم العربي. وأضاف نائب رئيس بلدية العاصمة الدانماركية المكلف بشؤون الشباب بو اسموس كجيلدجارد لفرانس برس أن بهذا الإجراء فستصبح اللغة العربية، التي سيتم اعتمادها كلغة تدريس أجنبية ثانية في معظم مدارس العاصمة، جزءا من الدروس الخاضعة للامتحانات المؤهلة للمرحلة الثانوية. موضحا أن الإحصائيات الرسمية تشير بأن اللغة العربية هي لغة أم 3166 تلميذا يشكلون 10% من مجموع تلامذة مدارس العاصمة والبالغ عددهم 31 ألفا. وطالبت بلدية كوبنهاغن من وزارة التعليم السماح بتسريع إدماج تدريس اللغة العربية في المنهاج التعليمي لبلدية كوبنهاغن اعتباراً من مطلع العام الدراسي المقبل لتلامذة الصف السابع وما يليه. وتجدر الإشارة أن قانون الدانمارك يتيح للمجالس البلدية سلطة التدخل في المناهج التعليمية لمدارسه المحلية وخاصة المدارس الابتدائية والمتوسطة بالتعديل والتنقيح كلما ارتأت هذه المجالس ضرورة لذلك. [email protected]