قال رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن اللغة العربية موسى الشامي، إن مجموعة من المثقفين المغاربة المدافعين عن اللغة العربية، سوف يؤسسون جمعية فرانكفونية للدفاع عن اللغة العربية، بما أن دعاة الفرنسة بالمغرب لا يجيدون سوى اللغة الفرنسية. وأكد الشامي في الندوة التي احتضنها مقر هيئة المحامين بالرباط مساء السبت 2 يناير 2010، أن الذين يدعون إلى استخدام اللغة الدارجة، ويدعمونها ماليا وإعلاميا؛ يهدفون إلى ضرب اللغة العربية وإضعافها. وأوضح الشامي أن تكافؤ الفرص الذي يتحدث عنه الميثاق الوطني للتربية والتكوين لا أساس له من الصحة، لأن المدارس المفرنسة الفرنكفونية، تفتح لها الأبواب والآفاق، بينما المدارس التي يلجها عامة أبناء الشعب لا أفاق لها. وأبرز أن هناك مرحلتين رئيسيتين لمعرفة ودراسة التحولات الخاصة بالمشهد اللغوي بالمغرب، فالأولى كانت بعد الاستقلال، وشهدت محاولات كبيرة للمفكرين المغاربة لإعادة القيمة للغة وطنهم. بينما المرحلة الثانية كانت بعد سنة 1991 حتى اليوم، والتي تشهد هجوما شرسا على اللغة العربية، من قبل الفرنكفونية من جهة، والمتشددين الأمازيغ من جهة أخرى. وأضاف الشامي أنه لا يمكن في المغرب دسترة اللغة الأمازيغية، أو جعلها لغة رسمية للبلاد في الوقت الحاضر، لأن اللغة الأمازيغية متنوعة هي الأخرى وغير موحدة، فالريفي لا يتحدث لغة الأطلسي، والأطلسي لا يتحدث بنفس طريقة السوسي، وعليه فاللغة الأمازيغية غير محددة. مبرزا أنه إذا جمعت الريفي والأطلسي والسوسي في بيت واحد فأكيد أنهم سيتكلمون لغة رابعة. وتساءل الشامي، كيف يمكن لنا ألا نهتم باللغة العربية ونقدرها، في وقت تفتخر الصين الشعبية بها وتجلها كثيرا، والدليل على ذلك، هو الحرف العربي الموجود في عملتها الوطنية، بالرغم من أنهم دولة شيوعية. وختم مداخلته قائلا، إن كل هذا يدفعنا إلى طرح تساؤل مركزي، ما هو مستقبل اللغة العربية بالمغرب، في وقت أصبحت فيه كل الإعلانات والإشهارات والوثائق الإدارية تخط باللغة الفرنسية؟. من جهته، قال الناقد السينمائي مصطفى الطالب، إننا أصبحنا في المغرب نعيش زمن الجرأة على القيم والأخلاق، بدعوى تمثيل الواقع وتجسيده كما هو. وأبرز الطالب أن شريط علي زاوا، مثل قطيعة مع السينما السابقة، من خلال إدراجه مجموعة من اللقطات الساخنة ضمن فصوله، في حين أن فيلم كازا نيكرا فتح مرحلة أخرى أكثر جرأة على القيم واللغة والأخلاق العامة، بالرغم من أن الشباب المغربي لا يتكلم بنفس اللغة التي حاول مخرج الفلم أن يوهم المشاهد بكونها صارت طاغية على لغة العوام. وأوضح أن السنمائيين المغاربة تلقوا تكوينهم حول السينما والإخراج في أوربا والغرب، لهذا فهم يحاولون إسقاط النموذج الأوربي على الواقع المغربي، الذي يختلف كل الاختلاف عما هو في بلاد الغرب. وأكد الطالب أن هناك لوبيا يتحكم في السينما المغربية، ويريد أن يتجه بها إلى ضرب اللغة والهوية والأخلاق. وفي مداخلة للمفكر المغربي عبد الفتاح فهدي، أكد أن المغرب أصبح ينتج اليوم العديد من قطاع الطرق الثقافية، والذين أبرزهم وأظهرهم الإعلام بشكل كبير؛ ليكونوا قدوة لشباب اليوم. وتأسف فهدي، لكون المغرب يعيش زمنا أقبرت فيه مجموعة من الرموز الوطنية الفكرية والعلمية والسياسية، مثل المهدي بن عبود، ورشدي فكار والفقيه المنوني، الذين دافعوا عن اللغة العربية وعن هوية الوطن. وقال فهدي: أريد أن أريحكم من ناحية، فطالما يوجد في هذه الأمة شيء اسمه القرآن الكريم، فنحن مطمئنون على اللغة العربية، فهو حاملها وحافظها، والقرآن يقرأ في كل مسجد وفي كل صلاة باللغة العربية التي شرفها الله. وختم فهدي قائلا، المغرب يحتاج إلى وضع مخططات جديدة وقوية، من أجل صناعة المثقف.