في أجواء طغت عليها نفحات الاشتراكية والتحديات التي تواجه دول الجنوب، جرى اليوم بالمقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي لقوات الشعبية إعطاء انطلاقة فعاليات الدورة الأولى من الملتقى الأفريقي اللاتيني للشباب، التي ستمتد إلى غاية 15 من الشهر الجاري، تحت عنوان: "الشباب الاشتراكي قاطرة الاستقرار والتنمية بدول الجنوب". عرفت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى المنظم بشراكة بين الشبيبة الاتحادية وشبكة "المينا لاتينا" حضور عدد من الوفود الأجنبية، ضمنها وفود قدمت من دول جنوب الصحراء إلى جانب أخرى جاءت من المنطقة اللاتينية للمشاركة في مناقشة الوضعية الإقليمية والدولية وإكراهات دول الجنوب، وبحث سبل توطيد التعاون بين القوى الاشتراكية للوصول إلى حلول أكثر واقعية. في كلمة له ضمن هذه الجلسة، قال ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، "إن هذا الملتقى الذي نقص شريطه اليوم يعد مناسبة للقاء بالقيادات الاشتراكية الشابة، بما فيها القيادات التي جاءت من القارة الأفريقية إلى جانب القادمة من الوسط اللاتيني". وأضاف لشكر أن "هذه المناسبة تتزامن مع تحديات كبرى يطرحها السياق الدولي، خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث إن القطبية الثنائية كانت تساهم في حل بعض المشاكل بالنسبة للشعوب التي كانت تواقة للتحرر"، مشيرا إلى أن "العالم اليوم يعيش مرحلة من اللااستقرار برز فيها عجز المنتظم الدولي عن معالجة قضايا كبرى، بما فيها قضية الشعب الفلسطيني". وأوضح المتحدث أن "الملحوظ اليوم هو حدوث نوع من التراجع في أنظمتنا الديمقراطية وانتشار الفتنة وتشتت الدول، وهو ما تعززه الوضعية الحالية بعدد من الدول، سواء الأفريقية أو حتى العربية، غير أن هذا لا ينفي توفر هذه الدول على مجموعة من العناصر التي تميزها حتى عن دول الشمال نفسها، فهي تمتلك طاقات شابة واعدة، إلى جانب وسط مساهم في الانتقال في مجال الطاقات المتجددة". في السياق ذاته، ثمن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي "التصور الملكي للمشروع التنموي الأطلسي، حيث يعد دعامة أساسية في تنمية التعاون جنوب-جنوب، ويتجاوز ذلك إلى كونه سينعش التعاون والتنقل بين الدول الأفريقية والأوروبية واللاتينية، وهو ما يسعى ميناء الداخلة إلى تجسيده". وخاطب لشكر الشباب الذين حضروا الجلسة الافتتاحية قائلا: "إن الهم المطروح عليكم اليوم كشباب هو العمل من أجل تملك القرار السيادي؛ فالدفاع عن هذا القرار يستوجب إشراككم في السياسة وتوعيتكم من أجل التمركز ضمن القرار السياسي"، مردفا: "نحن في المغرب قد نختلف في تدبير القضايا الاستراتيجية لكن نضل موحدين تحت ظل هذه القضايا، ولعل أبرزها القضية الوطنية التي اقترح المغرب تصوره للحكم الذاتي الذي يعد خطوة تجاه الآخر للوصول إلى الحل السلمي". ولم يفوت المسؤول الحزبي الفرصة دون الحديث عن آخر التطورات في فلسطين، إذ انتقد تعامل المنتظم الدولي مع هذه القضية، مشددا على أن هذا المنتظم وجب عليه الضغط على إسرائيل لوقف مجازرها ضد الفلسطينيين"، موردا: "نحن لا نطلب اليوم إزالة إسرائيل من الخريطة، نحن نطالب فقط بالوقف الفوري والتام والمستدام لإطلاق النار بشكل يمكن من الوصول إلى حل يتماشى ومقررات الأممالمتحدة".