انتخاب خولة لشكر نائبة لرئيس الأممية الاشتراكية كرم اشتراكيو العالم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، خلال المؤتمر26 للأممية الاشتراكية الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي بإسبانيا، وتم انتخاب خولة لشكر، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في منصب نائبة رئيس الأممية الاشتراكية، أول أمس السبت بمدريد، كما تم انتخاب بيدرو سانشيز رئيسا. وظل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفيا للأممية وملتزما بها، بما يستلزمه ذلك من تواجد مستمر في كل أنشطة الأممية والمساهمة فيها ماديا ومعنويا . وبمناسبة انتخابها نائبة رئيس الأممية الاشتراكية قالت خولة لشكر: « إنها فخورة بانتخابها نائبة لرئيس الأممية الاشتراكية، ممثلة للمنطقة الإفريقية»، موضحة أن «هذه النتيجة هي ثمرة الجهود التي بذلها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مختلف الاجتماعات التحضيرية لهذا المؤتمر، والتي عقد آخرها مؤخرا في داكار». وأضافت خولة لشكر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء « أن هذا الانتخاب يتيح لحزب الاتحاد الاشتراكي الدفاع عن المصالح العليا للمغرب وجميع البلدان الإفريقية داخل الأممية الاشتراكية». سانشيز رئيسا جديدا للأممية وفي بداية المؤتمر، تم إعلان الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ورئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، رئيسا للأممية الاشتراكية بدلا عن اليوناني يورغوس بابانديرو. وانتخبت الغانية بينيديكتا لاسي أمينة عامة جديدة بدلاعن الشيلي لويس أيالا، لتصبح أول سيدة إفريقية تتولى هذه المهمة. وبهذه المناسبة، تعهد بيدرو سانشيز بالعمل على إعطاء دفعة جديدة لهذه المنظمة التي تضم 132 حزبا اشتراكيا وديموقراطيا اجتماعيا وعماليا، وتمكينها من إشعاع أكبر على صعيد المنظمات الدولية وتعزيز العلاقات مع الأحزاب التقدمية لأمريكا اللاتينية وإفريقيا. وانطلقت مساء الجمعة 25 نونبر، أشغال مؤتمر الأممية الاشتراكية العامة، والذي يعقد تحت شعار» مناهضة العنف ضد النساء «، وترأس إدريس لشكر، الكاتب الأول، وفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشارك في مؤتمر الأممية الاشتراكية، إلى جانب كل من فتيحة سداس ، المهدي مزواري، خولة لشكر، محمد غدان، مشيش القرقري، عائشة الكرجي ، أعضاء المكتب السياسي وفدوى الرجواني، عضو المجلس الوطني. وحظي وفد الاتحاد الاشتراكي باستقبال خاص ومميز من لدن الأصدقاء في الحزب الاشتراكي الإسباني، توج مساء نفس اليوم باستقبال خاص للكاتب الأول للحزب من طرف بيدرو سانشيز رئيس الحزب الاشتراكي الإسباني ورئيس الحكومة الإسبانية، تبادل فيه الطرفان محادثات حول مستقبل الاشتراكية في البلدين والتاريخ الذي يجمع الحزبين وسبل تبادل التجارب والخبرات، كما تم توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين الحزبين وكل القطاعات التابعة لهما. تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الاشتراكي كان قد قرر خلال أحد اجتماعات المكتب السياسي دعم ترشيح بيدرو سانشيز لرئاسة الأممية الاشتراكية وقدم له في هذا السياق كل الدعم داخل مختلف المنتظمات الدولية والإقليمية ( الحزب الاشتراكي الأوروبي ولجنة إفريقيا) وهو ما جعل بيدرو سانشيز ينتخب بالإجماع رئيسا جديدا للأممية وبينيديتا لاسل أمينة عامة لها. وكان مؤتمر الأممية الاشتراكية أيضا فرصة للقاء واستقبال وفود عن أحزاب يسارية كثيرة، وفي هذا الصدد قام الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي باستقبال كل من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، ووفد حركة فتح الفلسطينية، وحكيم بلحسل الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية بالجزائر، ومصطفى بنجعفر زعيم حزب التكتل التونسي، وخليل الزاوية الأمين العام لذات الحزب، وبوكاري تريتا رئيس لجنة إفريقيا بالأممية الاشتراكية، وYaroslava Kot-Myronova من أوكرانيا ورافاييل فيليزوا وزير الداخلية السابق بالبارغواي، وممثل الحزب الاشتراكي، وسعدي بيرة قيادي بحزب كردستان العراق، ومحمد ولد داداه رئيس تجمع القوى الديموقراطية الموريتاني، وأحمد مجدلاني رئيس جبهة النضال الشعبي الفلسطيني. كما التقى حزب القوات الشعبية بالعديد من القيادات اليسارية العالمية وساهم بمداخلة في موضوع السلم والديموقراطية في إفريقيا قدمها مشيج القرقري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي. حيث شدد على أن ضمان السلام وتقوية الديمقراطية في إفريقيا، من بين التدابير الكفيلة بدعم الأمن بإفريقيا وضمانه. وقال مشيج القرقري في هذا الصدد: « تقدم إفريقيا اليوم صورة دينامية مهمة في النمو الاقتصادي والاجتماعي ومؤشرات التنمية، وفي البيانات المهمة الخاصة بنسبة التمدرس، وانخفاض وفيات الأطفال، وتطوير البنية التحتية ومحاربة الأمراض والأوبئة». وأضاف: « إفريقيا أسرع المناطق في العالم نموا من حيث عدد السكان، سوف تبلغ نسبة الشباب فيها أكثر من 60% حسب مؤشرات الأممالمتحدة، مما سيزيد من الاحتياجات في ميادين الصحة،التعليم والرعاية الاجتماعية والطلب على الشغل… إسكات البنادق بإفريقيا إن شعارالاتحاد الإفريقي هو إسكات البنادق، وإسكات الفقر أيضا، ودعم التنمية المستدامة ومراقبة حقوق الإنسان وتجويد نمط الحياة. إن الالتقائية بين أجندة الأممالمتحدة 2030 وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 واحدة من أكبر تحديات المنتظم الدولي، ومن ضمنه الأممية الاشتراكية، عبر الحكومات والدول من أصدقائنا وحلفائنا الموضوعيين. إن تقرير البنك الإفريقي للتنمية حول التوقعات الاقتصادية لسنة 2022، يشير إلى استمرار تأثر القارة الإفريقية بجائحة كورونا والحرب الروسية/الأوكرانية، ويشكل خطرا على السيادة الغذائية للقارة، ويدفع الملايين من الأشخاص إلى الفقر المدقع(30 مليون) وفقدان 22 مليون شخص لوظائفهم وسبل عيشهم. في المقابل يعتبر عقد مؤتمر المناخ للمرة الثانية بإفريقيا (مصر)cop 27، بعد مؤتمر مراكش cop 22، فرصة لدعم المرونة المناخية والتحول العادل في مجال الطاقة بإفريقيا. إن أكبر التحديات السياسية في عصرنا هي إيجاد سياسات تعالج التحولات المناخية والتخفيف من انبعاث غاز الاحتباس مع ضمان تنمية اجتماعية واقتصادية عادلة، وأن تكون أحزابنا حاملة لهذا التحدي. عوامل تحسن المؤشرات الديمقراطية في إفريقيا رغم أن عدد النزاعات المسلحة في إفريقيا لايزال يشكل أكثر من خمسين في المائة من النزاعات الدولية، إلا أن عددا من المصالحات والتجارب الديمقراطية في عدد من الدول ساهمت في تحسين مؤشرات التنمية والتطور والديمقراطية وإقرار السلام. إن مساهمة عدد من الدول الإفريقية ومن ضمنها المغرب ضمن قوات حفظ السلام الأممية تؤشر على إرادة جماعية لبناء قارة آمنة ومستقرة. إن مساهمة المغرب تنبع من حرصه على اعتبار السلام العالمي منهجا لبناء علاقاته الدولية، وهو طرح مرتبط بانفتاحه الاقتصادي المبني على الاستقرار السياسي والاجتماعي. إننا كاتحاد اشتراكي للقوات الشعبية، نعتبر أن تنمية الإنسان هي محور كل تنمية مستدامة، وبالتالي فإن مساهمة بلدنا المغرب في قوات حفظ السلام الأممية نابعة من قناعتنا أن التعاون جنوب/جنوب وسياسة رابح/رابح هي الطريق الأوحد لتنمية المغرب والقارة الإفريقية. إن ميثاق مراكش حول الهجرة يعتبر فرصة لإفريقيا وبقية العالم للاشتغال من أجل الحد من العوامل السلبية، التي تمنع عن الإنسان الحق في العيش الكريم. إن الهجرة كانت وستبقى موجودة دائما، وعلى الأحزاب الاشتراكية أن تترافع عن الحق في هجرة آمنة ومنظمة وأن تناهض كل المتورطين في دعم الاتجار في البشر،الإرهاب، المخدرات…. عدد المهاجرين في العالم 258 مليونا لكن رغم التطور المهم في عدد من الدول الإفريقية نجد تحديات مرتبطة أساسا بغياب الاستقرار السياسي وهشاشة التجارب الديمقراطية واستمرار التدخل الخارجي في السياسات الداخلية لعدد كبير من الدول باعتبارها دولا سهلة الاختراق تعاني من غياب الدعم الشعبي للحكام واستمرار تغول الفساد المالي والسياسي. إن غياب السيادة الصحية والغذائية استفحل مع تداعيات جائحة كوفيد19 والحرب الروسية الأوكرانية، ويرخي بظلاله على الأمن الغذائي وعودة تفشي الأوبئة. إن المغرب وإيمانا منه بأهمية تقاسم التجارب مع كل الدول، وفي مقدمتها الدول الإفريقية، يعمل على إطلاق منصة كبرى لإنتاج اللقاحات بمدينة طنجة موجهة للقارة الإفريقية كسياسة استثمارية بنفس تشاركية في أفق إقرار سيادة صحية وطنية وقارية. تعرف عدد من الدول الإفريقية تراجعات على المستوى الديمقراطي وتجميد العمليات السياسية لصالح نماذج حكم لم تعد قارتنا تقبلها. قاطرة التغيير نحو إفريقيا ونحن في الأممية الاشتراكية نعتقد كتجمع حزبي ديمقراطي وتقدمي أن يساهم أعضاء منظمتنا في الدفع بعمليات السلام والديمقراطية داخل بلدانهم وأن نشكل جميعا قاطرة التغيير نحو إفريقيا تلبي حاجيات الشعوبها. وعلى هامش مؤتمر الأممية الاشتراكية 26 ترأس الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وبطلب من الأحزاب الاشتراكية بالعالم العربي، لقاء جمع كل الوفود الحاضرة عن الأحزاب اليسارية في المنطقة العربية، وكان التوجه العام للقاء هو دعم ترشيح المغرب لمنصب نائب رئيس الأممية الاشتراكية وتنويه كل الحاضرين بالدور الرائد للمغرب وللاتحاد الاشتراكي في المنطقة ولدى دول حوض البحر الأبيض المتوسط، والإشادة بدور الاتحاد الاشتراكي في انتخاب بيدرو سانشيز، خصوصا في ما يتعلق بدعمه على المستوى الإفريقي، وتم الاتفاق على تأسيس لجنة تحضيرية تشكل من عضوين من الأحزاب الحاضرة لتشكيل نواة العمل على إعداد مشروع أرضية وورقة تنظيمية لاجتماع الأمناء العامين لكل هذه الأحزاب، اقترح الجميع أن يحتضنه بالمغرب كل من الاتحاد الاشتراكي وحركة فتح على اعتبار أنهما الأكثر تمثيلية وقدرة على تنظيم لقاء من هذا الحجم قبل يوليوز القادم الذي سيعرف اجتماع الأممية الاشتراكية العامة. نشير إلى أن القضية الوطنية لم يتم التطرق لها داخل المنتظم الاشتراكي الدولي خلال هذا المؤتمر، حيث كانت تعرف سابقا مشادات من طرف الخصوم ولأول مرة لم يطرح هذا الملف داخل أروقة المؤتمر، وبذلك تكون قضية الصحراء المغربية قد خرجت منتصرة وسط الأمميين الاشتراكيين.