أُطلق وابل من الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، اليوم السبت، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل، ويؤكد انتهاء الهدنة التي كانت سائدة إلى حد كبير منذ التصعيد العسكري الأخير بين القطاع وإسرائيل في ماي الماضي. وأعلنت مستشفيات إسرائيلية اليوم السبت عن إصابة أكثر من 100 شخص في الهجمات الصاروخية من جانب حماس في جنوب ووسط البلاد، البعض منهم حالتهم خطيرة. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن "عملية مزدوجة" تقوم بها حركة حماس تشمل إطلاق صواريخ و"تسللا". وقال صحافي في وكالة فرانس برس إنّ الصواريخ انطلقت في اتجاه إسرائيل من مواقع متعدّدة في أنحاء غزة عند الساعة السادسة والنصف صباحاً (3:30 بتوقيت غرينتش)، وتتواصل حتى الآن. "عملية طوفان الأقصى" وأطلق الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار في مناطق جنوب ووسط البلاد، فيما حضّت الشرطة المواطنين على البقاء قرب الملاجئ. وأفاد صحافيون في فرانس برس في القدس باعتراض صواريخ بعد لحظات من انطلاق صفارات الإنذار في أنحاء المدينة. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس الفلسطينية، مسؤوليّتها عن إطلاق الصواريخ، مشيرة إلى أنّ مقاتليها أطلقوا أكثر من خمسة آلاف صاروخ. وقالت إنّ القيادة "قرّرت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب". وأضافت: "نعلن بدء عملية [طوفان الأقصى] ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة". وقال الجيش الإسرائيلي إنّ حماس "بدأت بعملية مزدوجة شملت إطلاق قذائف صاروخية وتسلّل مخربين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية". وذكر جهاز الإسعاف الإسرائيلي "نجمة داود الحمراء" أنّ امرأة في الستينات من عمرها قتلت "بسبب ضربة مباشرة" في إسرائيل. وأضاف أنّ 15 شخصاً آخرين أصيبوا بجروح، اثنان منهم في حالة خطيرة. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ رئيس الحكومة سيعقد اجتماعاً مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث أعمال العنف. "عملية السيوف الحديدية" بدأ الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، شن هجمات جوية على قطاع غزة بعد ساعات من إطلاق حركة حماس هجوما غير مسبوق. وأفادت مصادر فلسطينية بأن غارات استهدفت منزلا سكنيا ومواقع لحركة حماس وفصائل أخرى في مناطق متفرقة من قطاع غزة. من جهته أعلن الجيش في بيان مقتضب أن "عشرات الطائرات تقصف الآن أهدافاً لحماس في قطاع غزة" في إطار عملية "السيوف الحديدية" التي أطلقها ضد الحركة. احتجاجات سابقة على الحدود وأفاد صحافيون وكالة فرانس برس في قطاع غزة بأن مئات من سكان القطاع يفرون من منازلهم الواقعة على تخوم الحدود مع إسرائيل. وتفرض إسرائيل منذ العام 2007، تاريخ تفرّد حركة حماس بالسيطرة على قطاع غزة، حصاراً مشدّداً على القطاع. وخاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عدّة حروب مدمّرة منذ ذلك الحين. ويأتي إطلاق الصواريخ الأخير في أعقاب فترة من التوتر المتصاعد في شتنبر، بعد أن أغلقت إسرائيل معبر إيريز، المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى إسرائيل، لكن لا يسلكه إلا من يملك أذونات، وهم إجمالا العمال الذين لديهم رخص عمل في إسرائيل. وأغلق المعبر بالتزامن مع احتجاجات فلسطينية على حدود القطاع متواصلة منذ أسابيع، لجأ خلالها المتظاهرون إلى حرق الإطارات وإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة على القوات الإسرائيلية التي ردّت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. ويعاني قطاع غزة من نسبة بطالة مرتفعة. وفتح المعبر في 28 شتنبر، ما أثار أملا في تهدئة الوضع في قطاع غزة الذي يعيش فيه 2,3 مليون نسمة. لكن اسم العملية العسكرية التي بدأتها حماس يوحي أيضا بأنها رد على ما تعتبره "انتهاكات" إسرائيلية لباحة المسجد الأقصى. ويرفض الفلسطينيون الزيارات التي يقوم بها إسرائيليون متطرفون إلى الحرم القدسي والتي غالبا ما تترافق مع توتر بين الجانبين. في شهر ماي، أدّت الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من غزة إلى مقتل 34 فلسطينياً وإسرائيلي واحد. وخلال العام الحالي، قُتل ما لا يقل عن 247 فلسطينياً و32 إسرائيلياً وأجنبيين في أعمال عنف بين الجانبين.