دعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، ليل الخميس، إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل وحمّلتها مسؤولية التصعيد الميداني في ظل تبادل للقصف الصاروخي في قطاع غزة. وقالت "حماس" في بيان: "نحمل الاحتلال ما ستؤول إليه الأمور في المنطقة؛ فهذا العدوان الغاشم على غزة، واستمرار انتهاكات الاحتلال ضد القدس والأقصى، لن يحقق للاحتلال أمنا". وأضافت الحركة، في البيان ذاته، أن "العدوان ضد القدسوغزة لن يفتّ في عضد شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة التي أخذت على نفسها عهداً بأن تبقى درعاً وسيفاً لحماية شعبنا وقدسنا وأقصانا". وشنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الخميس، سلسلة ضربات جوية على أهداف في قطاع غزة؛ بينما ردت الفصائل المسلحة بإطلاق قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية إن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في مناطق مختلفة من قطاع غزة، طالت مواقع عديدة ل"حماس" وأراض زراعية بشكل متزامن؛ فيما دوي أصوات انفجارات ضخمة في أجواء القطاع دون الإبلاغ عن إصابات على الفور. وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته استهدفت نفقين أرضيين وموقعين للتصنيع العسكري يتبعان ل"حماس"؛ في شمال وجنوب قطاع غزة. في المقابل، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن صفارات الإنذار دوت في بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة، على إثر إطلاق قذائف صاروخية شملت استهداف مدينة عسقلان. كما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري ل"حماس"، إطلاق صواريخ مضادة باتجاه الطائرات الإسرائيلية خلال غاراتها على قطاع غزة. يأتي ذلك في وقت أعلنت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة بغزة "جاهزيتها للمواجهة"، في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل. وقال بيان مشترك للغرفة المشتركة إنه "في ظل تهديدات العدو (إسرائيل) لمقاومتنا ولأهلنا في غزة، فإننا نؤكد جاهزية المقاومة للمواجهة والرد بكل قوة على أي عدوان والدفاع عن شعبنا في كل أماكن وجوده". وأضاف البيان: "على العدو وقف عدوانه الهمجي بحق المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه، وأن يتوقف عن مهزلة تصدير أزماته الداخلية باتجاه شعبنا ومقدساتنا". يأتي ذلك بعد عقد ممثلي فصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، اجتماعا في العاصمة اللبنانيةبيروت. وصرح إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، عقب الاجتماع، في بيان، بأن حكومة إسرائيل تتحمل "المسؤولية الكاملة عما يجري من عدوان وحشي على المسجد الأقصى وعلى المصلين والمعتكفين فيه". ولفت هنية الانتباه إلى أن "الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان الغاشم، وسيتم الدفاع عن المسجد الأقصى بكل الوسائل المتاحة". من جهتها، أعلنت إسرائيل أن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة العبرية، بدأ اجتماعا أمنيا رفيع المستوى لمتابعة التطورات عقب إطلاق رشقات صاروخية من لبنان باتجاه شمال إسرائيل ل"اتخاذ قرارات حازمة". ويسود الترقب في قطاع غزة عقب اتهامات وجهتها إسرائيل إلى "حماس" بالمسؤولية عن إطلاق قذائف صاروخية من الحدود اللبنانية، عشية اليوم الخميس. وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية، تم اعتراض 25 منها من قبل الدفاعات الجوية. وقال افيخاي ادرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، على حسابه في "تويتر"، إن الجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية من لبنان هي "حماس في لبنان". وأضاف: "حماس أطلقت صواريخ أرض-جو أسفرت عن تفعيل إنذارات في منطقة غلاف غزة. نحملها المسؤولية عن تلك الأحداث ولا نتسامح مع هذه الأعمال؛ بعض النظر عن عدم إطلاق تلك القذائف نحو الأراضي الإسرائيلية"، وفق تعبيره. وكانت طائرات حربية إسرائيلية شنت، ليل الخميس-الجمعة بالتوقيت المحلي، غارات على قطاع غزة إثر إطلاق قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل لليوم الثاني على التوالي، حسب مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن الغارات استهدفت بصاروخين موقعا لفصائل مسلحة وسط قطاع غزة؛ ما أدى إلى دوي انفجارات وأضرار مادية دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وقبل ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي رصد قذيفتين صاروخيتين من غزة تجاه إسرائيل، موضحا أن إحداهما سقطت داخل القطاع؛ فيما سقطت الثانية في منطقة السياج الحدودي. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق، رصد إطلاق تسع قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل دون وقوع إصابات أو أضرار. ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن ذلك. وتأتي هذه التطورات في ظل أحداث توتر يشهدها المسجد الأقصى، في ظل تكرار اقتحامه من الشرطة الإسرائيلية لإخلاء المصلين المعتكفين بداخله؛ ما أسفر عن عشرات الإصابات والاعتقالات. وميدانيا، أصيب جندي إسرائيلي بجروح متوسطة في عملية إطلاق نار بمدينة القدس، حسب الجيش العبري الذي قال إنه "استنفر قواته للبحث عن منفذ الهجوم".