تطرقت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية، اليوم الجمعة، إلى إصلاح نظام الهجرة والقانون المثير للجدل الذي يسمح بالتفتيش العشوائي للمارة بالولاياتالمتحدة، إضافة إلى التأخر في نزع السلاح الكيماوي بسورية، وفضيحة نفقات مجلس الشيوخ بكندا، ووضعية الاقتصاد بكيبيك في ضوء الأنباء المتواترة حول إجراء انتخابات مبكرة. وهكذا، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن مدينة نيويورك بصدد تعديل القانون المثير للجدل الذي يسمح للشرطة بإيقاف المارة بشكل عشوائي وتفتيشهم، والذي دفعت الأقليات ثمن تنفيذه، معتبرة أن مدينة نيويورك قد تسوي قريبا معركتها القانونية الطويلة حول هذا القانون الذي كان موضع خلاف خلال السباق إلى منصب العمدة، وذلك بقبول التعديلات التي أمر بإدخالها أحد القضاة في غشت الماضي وفق تصريحات العمدة بيل دي بلاسيو. وأثارت طريقة تنفيذ هذا القانون، الذي اعتبر أنصاره أنه مفتاح لخفض معدل الجريمة، العديد من الانتقادات لكونه يتعارض مع الحقوق التي يكفلها الدستور الأمريكي للأقليات. وأضافت أنه بهذا الإعلان، يفسح دي بلاسيو المجال أمام إدخال إصلاحات ينتظر أن تضع نهاية مرحلة مؤلمة من تاريخ الأعراق بالمدينة، وتشكل تحولا جذريا في السلوك العدواني للشرطة في عهد سلفه العمدة ماكيل بلومبورغ، والذي أجج الغضب خاصة في أحياء الأقليات اللاتينية والإفريقية. وقال دي بلاسيو "نحن اليوم بصدد قلب صفحة واحدة من القضايا المثيرة بمدينتنا"، معتبرا أنه "حان الوقت لوقف العنف والتفتيش تجاه الشباب من أصول إفريقية ولاتينية". أما صحيفة (بوليتيكو) فقد تناولت موضوع الهجرة حيث أبدى الرئيس أوباما تفاؤله من إصلاح قانون الهجرة و"التقدم" المحرز في هذا الصدد بتعاون مع الحزب الجمهوري، لكن دون أن يوضح إن كان سيستعمل حق النقض للاعتراض على قانون لا يتضمن طريقا للحصول على المواطنة. وعلى المستوى الدولي، حذرت صحيفة (واشنطن بوست) من تدهور حالة الطرق بأفغانستان رغم ضخ مليارات الدولارات كاستثمارات أمريكية بهذا البلد، مشيرة إلى أن "هذا الوضع يبرز حالة عجز البلد على الحفاظ على المكتسبات الأساسية كما سيضر بالتجارة وبالعمليات العسكرية". وذكرت الصحيفة أنه بعد اجتياح سنة 2001، قامت الولاياتالمتحدة ببناء الطرق والممرات القروية بدافع تحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي، مبرزة أنه "مع نهاية كل طريق، يبدأ تواجد مقاتلي طالبان". وأشارت إلى أن الجيش والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية استثمرا أزيد من ملياري دولار في الطرق، كما أن العديد من المانحين الأجانب، خاصة ألمانيا والبنك الدولي والبنك الأسيوي للتنمية، وضعوا اعتمادات مالية بقيمة مليارات الدولارات لتشييد أزيد من 17 ألف كيلومتر من الطرق، والتي أصبحت اليوم في وضعية متدهورة بسبب غياب الصيانة أو وضع عبوات ناسفة من طرف المقاتلين. وبدورها، تطرقت (وول ستريت جورنال) إلى انشغال الأمريكيين من بطء عمليات نزع السلاح الكيماوي بسورية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تتهم نظام بشار الأسد بالتأخر في التخلص من ترسانته الكيماوية، علما أنه لم يتم نقل سوى 5 في المئة من الأسلحة الخطرة لحد الساعة. أما بكندا، فقد كتبت (لا بريس) أن المفتش العام بكندا، مايكل فيرغسون، حذر الشرطة التابعة للدرك الملكي من اكتشاف اختلالات في محاضر التحقيق المتعلقة بفضيحة نفقات أعضاء مجلس الشيوخ، مذكرة بأن فيرغسون شرع، بطلب من سلطات مجلس الشيوخ، في تحقيقاته منذ الخريف الماضي إثر انفجار فضيحة النفقات غير المبررة. وأشارت الصحيفة إلى أن فريق المدققين يعمل على تمحيص كل النفقات المسجلة بين أبريل 2011 ومارس 2013، مشيرة إلى أن الأطراف السياسية بأوتاوا تنتظر بفارغ الصبر نتائج التحقيق التي يمكن أن ترفع حدة النقاش مستقبلا داخل مجلس الشيوخ. وتحت عنوان "خطاب سياسي بنكهة انتخابية"، كتبت (لو دوفوار) أن حكومة باولين ماروا وضعت الكيبيك على الطريق الصحيح للاستفادة من انتعاش الاقتصاد العالمي، مضيفة أن رئيسة وزراء الكيبيك انتقدت، أمس الخميس، في خطاب بدلالات انتخابية قوية مخاوف البعض حول سوق الشغل والمالية العمومية والاقتصاد بشكل عام. ولاحظت الصحيفة أن ماروا أكدت في خطابها على شجاعة وجرأة حكومتها في بذل كل الجهود من أجل بناء إقليم أكثر ثراء، دون أن تغفل عن توجيه سهام النقد إلى المعارضين والخصوم السياسيين عدة مرات، مبرزة أنه في خضم المشاورات قبيل الإعلان عن الميزانية، هناك بحر من الشائعات حول تنظيم انتخابات مبكرة، خاصة بعد ارتفاع شعبية الحزب الحاكم في استطلاعات الرأي. وعلى صلة بالموضوع، أشارت صحيفة (لو سولاي) إلى أن "رياح الانتخابات بدأت تهب" والحزب الكيبيكي استغل فرصة انعقاد تجمعه يومي الأربعاء والخميس المقبلين لتنظيم جولة خاصة لوزرائه ونوابه تضم أزيد من 85 نشاطا سيتم خلالها الإعلان عن استثمارات جديدة حظيت بموافقة ديوان رئيسة الوزراء، معتبرة أنه ليس من الغريب أن يكون سياق الانتخابات وراء هذه "الجولة الاستثنائية". على صعيد آخر، تطرقت صحيفة (مونريال) إلى أن المديرية العامة للشرطة تسعى إلى إخضاع المحققين المتخصصين في مكافحة الجريمة المنظمة لاختبارات كشف الكذب بشكل منتظم وعشوائي، إذا ما أرادوا أن يصبحوا من نخبة شرطة التحريات الخاصة التي تتعامل مع مخبرين من عالم الجريمة، مبرزة أن جمعية شرطة مونريال، التي تضم أزيد من 4600 شرطي، اعترضت بشكل قاطع على هذا الإجراء، مدعية أن هذا الاختبار ليس دقيقا 100 في المئة وأي خطأ قد تكون له انعكاسات على المسار المهني لعناصر الشرطة. وببنما، أشارت صحيفة (بنماأمريكا) إلى أن المفاوضات بين هيئة قناة بنما وكونسورسيوم (جي أو بي سي) وشركة التأمين زوريخ وصلت إلى نهاية المهلة، اليوم الجمعة، دون إبرام أي اتفاق يجنب توقف أشغال توسعة قناة بنما، مشيرة إلى أن "الترقب سيد الموقف، خاصة في ظل المواقف المتباعدة بين الأطراف والرفض المتبادل لمقترحات تسوية الخلاف المالي". وفي الخبر الاقتصادي، توقفت صحيفة (لا إستريا) عند تراجع أداء المنطقة الحرة لكولون، ثاني أكبر منطقة حرة في العالم، بحوالي 9,4 في المئة بسبب الوضعية المالية للشركاء الاقتصاديين المهمين للمنطقة، معتبرة أن حجم المبادلات مع فنزويلا، على سبيل المثال، تراجع بأزيد من 43 في المئة بسبب سياسة صرف العملات المتبعة من طرف كاراكاس، والتي ساهمت في تراكم ديون رجال الأعمال الفنزويليين لفائدة المنطقة الحرة إلى حوالي مليار دولار. وبالمكسيك، تناولت صحيفة (ال يونيفرسال) موضوع القوانين الثانوية المتعلقة بالإصلاحات الهيكلية التي أقرتها المكسيك مؤخرا، حيث كتبت، في هذا السياق، أن المجموعات البرلمانية لكل من الحزب الثوري المؤسساتي وحزب الثورة الديمقراطية وحزب العمل في الكونغرس يسعون، بمعية قياداتهم الوطنية، إلى البحث عن تحقيق التوافق الضروري للدفع قدما في تجاه إقرار القوانين الثانوية التي تهم في المقام الأول الإصلاحات في مجال الطاقة والسياسة-الانتخابية، والاتصالات السلكية واللاسلكية. وأضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن انسحاب حزب الثورة الديمقراطية من تحالف (ميثاق من أجل المكسيك) الذي يضم القوى السياسية والحكومة الاتحادية، فإن الكتل في الكونغرس تنهج مقاربة توافقية وتحليل مواقف كل طرف في قضايا الإصلاح الهيكلي، مشيرة، نقلا عن زعيم الحزب الثوري المؤسساتي سيزار كاماتشو، إلى السعي للحصول على الإجماع لتمرير حزمة من 85 تعديلا، على الأقل، على القوانين الثانوية. بالمقابل، تناولت صحيفة (إكسيلسيور) المسيرة التي ستنظم اليوم للاحتجاج على الإصلاحات الهيكلية، والتي دعت إليها مختلف المنظمات الاجتماعية والقوى السياسية خاصة حزب الثورة الديموقراطية، والتي ستنتهي بالوصول إلى ساحة "سوكالو"، حيث سيتم عقد اجتماع حاشد. ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن العام لمنطقة العاصمة الاتحادية، خوسيس رودريغيث ألميدا، قوله إن التقديرات الأولية تشير إلى مشاركة حوالي عشرة آلاف شخص بساحة الدستور، وتأكيد المنظمين على الالتزام بأن تكون المسيرة سلمية مع مرافقة رجال الشرطة. وبالدومينيكان، تناولت صحيفة (هوي) إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمها للحوار بين جمهورية الدومينيكان وهايتي لإيجاد حل لمشكل تحديد شروط الحصول على الجنسية الدومينيكانية الذي سيتضرر منه آلاف الأشخاص من أصول هايتية، مشيرة إلى أن السفير الأمريكي بسانتو دومينغو، جيمس بروستر، أشاد بالتزام الرئيس الدومينيكاني باحترام وحماية الحقوق الأساسية للمهاجرين غير الشرعيين وبقراره القاضي بتسوية الوضعية القانونية لجميع الأجانب المقيمين بالبلاد بصفة غير شرعية. ومن جهتها، أشارت صحيفة (إل ناسيونال) إلى إعلان وزير الداخلية، رئيس اللجنة الوطنية للهجرة، خوسيه فضول، عن انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثنائية رفيعة المستوى يوم 3 فبراير القادم بمدينة جيماني (شمال)، بحضور وزير خارجية فنزويلا، إلياس خاوا، ومراقبين عن الأممالمتحدة والمجموعة الكاريبية والاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أن الاجتماع سيتطرق، بصفة أساسية، إلى قضية تجريد الجنسية الدومينيكانية عن الأشخاص المولودين من أبوين مقيمين بصفة غير شرعية، والذي سيتضرر منه حوالي 200 ألف شخص من أصول هايتية.