اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة أمريكا الشمالية بالمعركة السياسية "الشرسة" الدائرة بين الجمهوريين بمجلس النواب والبيت الأبيض، والتي من المرجح أن تغرق البلاد في أزمة مالية حقيقة، ستكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد الأمريكي . وتحت عنوان (فشل جهود مجلس النواب للخروج من المأزق المالي)، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن الجمهوريين لم يتمكنوا، مرة أخرى، من إرساء اتفاق حول تفاصيل خطة تسمح برفع سقف الدين، وذلك على بعد يوم واحد فقط من 17 أكتوبر، الذي ستصبح فيه الخزينة الأمريكية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية. وأوضحت اليومية أن "الكرة الآن في ملعب الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، والتي ستسعى للبحث عن ملامح حل في آخر لحظة"، مضيفة أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ عبروا عن "تفاؤلهم" بخصوص فرص من شأنها أن تؤدي إلى التوصل إلى اقتراح قادر على تجنب أي تقصير في سداد ديون الولاياتالمتحدة. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (بوليتيكو) إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ على وشك وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يجنب التقصير في السداد وإعادة فتح الحكومة وانقاذ واشنطن من أزمة اقتصادية، مضيفة أن الخطوط العريضة لهذا الاتفاق "لم يتم الكشف عنها لحد الآن". وأكدت الصحيفة، في هذا الصدد، أن الطرفين، الجمهوري والديمقراطي، مدعوان إلى التعاون من أجل التغلب على الأزمة المالية الحالية ووضع حد لإغلاق الحكومة، الذي استمر لأزيد من أسبوع. وفي مقال بعنوان (زعماء مجلس الشيوخ يسارعون لكسر الجمود بخصوص مسألة الدين)، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الاتفاق الذي وضعه كل من زعيم الأغلبية الديمقراطي هاري ريد، وزعيم الأقلية الجمهوري ميتش ماكونيل قد يأخذ طابعا رسميا بعد ظهر اليوم . وأضافت الصحيفة أن خطة ريد وماكونيل تشمل إجراء يسمح لوزارة الخزينة لمواصلة الاقتراض حتى 7 فبراير المقبل، وبإعادة فتح الحكومة الاتحادية إلى غاية 15 يناير القادم، مضيفة أنه بمقابل ذلك سيقدم الديمقراطيون تنازلات على بعض جوانب إصلاح النظام الصحي . وبكندا، واصلت الصحف المحلية اهتمامها بالأزمة السياسية والمالية التي تشهدها الولاياتالمتحدة، حيث كتبت صحيفة (لودوفوار) في مقال بعنوان (مأزق الميزانية: أمل في اتفاق يبتعد مرة أخرى)، أنه قبل أقل من 30 ساعة على بلوغ الولاياتالمتحدة مرحلة عدم سداد الدين، أجل مجلس النواب مساء أمس الثلاثاء، إلى أجل غير مسمى، تصويتا على مشروع قانون يجيز زيادة مؤقتة في سقف الديون، وكذا تمويل عمليات الحكومة الاتحادية إلى غاية منتصف دجنبر. ومن جانبها، عبرت يومية (لابريس) عن اندهاشها لكون سلطة سياسية هامشية نسبيا، مثل حزب "تي بارتي" استطاعت أن "ترهن حكومة الولاياتالمتحدة، وتعرقل عمل الجهاز الحكومي الأمريكي". وخلص كاتب المقال إلى أن "الشلل المالي الحالي، حتى لو تم حله، سيخلق مناخا من عدم الثقة وسيؤثر على النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم". وبالمكسيك، تطرقت صحيفة (إل يونفرسال) إلى دعوة الرئيس المكسيكي إنريك بينا نيتو، خلال منتدى أمني عقد في مكسيكو سيتي أمس الثلاثاء إلى العمل على تحسين الأمن العام الوطني، مشددا على أنه يتعين على الإدارات إيلاء المزيد من الاهتمام لمكافحة الجرائم التي لا تزال تشكل أحد المخاوف الرئيسية للمواطنين المحليين. ونقلت الصحيفة عن بينا نيتو قوله أن "الأمر قد يستغرق وقتا وجهدا من عدة إدارات مثلما فعلنا في الماضي وسنفعل في المستقبل"، مضيفا أنه قد حان الوقت لخلق قصة مختلفة للسكان في المكسيك وجعلهم يثقون في الشرطة المحلية. من جهة أخرى، ركزت الصحف المكسيكية اهتمامها على المباراة التي خسرتها المكسيك أمام مضيفتها كوستاريكا 1-2 في الجولة العاشرة الاخيرة من تصفيات منطقة الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) المؤهلة الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل عام 2014، مشيرة إلى أن المكسيك وعلى الرغم من هاته الخسارة ضمنت خوض الملحق المؤهل إلى النهائيات. وبالدومينيكان، تطرقت صحيفة (إل ناسيونال) إلى أشغال القمة الثانية عشر حول المرأة بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تحتضنها العاصمة الدومينيكانية، سانتو دومينغو، لافتة إلى أن المشاركين شددوا على ضرورة تدعيم مساهمة المرأة في النسيج الاقتصادي وتحقيق استقلالها الاقتصادي وتقليص الهوة الرقمية بين الجنسين، مشددين على ضرورة التزام السلطات بالحد من وفيات الأمهات والأطفال الرضع أثناء الولادة ومكافحة جرائم قتل النساء وعدم التسامح مع أي انتهاك للحقوق الأساسية للمرأة. من جهتها، تطرقت صحيفة (إل نويبو دياريو) إلى الاحتجاج الذي قامت به مجموعة من النساء من جنسيات مختلفة عند افتتاح أشغال القمة الثانية عشر حول المرأة بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي حيث قاطعن خطاب الرئيس الدومينيكاني، دانيلو ميدينا، لبضع دقائق بشعارات تعبر عن تضامنهن مع الهايتيين المقيمين بالدومينيكان بصفة غير شرعية وتدين قرار المحكمة الدستورية القاضي بعدم منح الجنسية الدومينيكانية للأطفال المزدادين من أبوين مقيمين بصفة غير شرعية مع تطبيقه بأثر رجعي ابتداء من سنة1929. أما ببنما، فكتبت صحيفة (لا برينسا) أن الحكم على المرشحة السابقة للرئاسيات بالبينا هيريرا بثلاث سنوات سجنا بسبب كشفها عن رسائل إلكترونية بين الرئيس ريكاردو مارتينيلي ورجل أعمال إيطالي معتقل على ذمة التحقيق في قضية فساد وحد المعارضة وقطاعات من المجتمع المدني الرافضة لهذا الحكم القضائي، مبرزة أن الرافضين للحكم يرون أن "الحكومة تدخلت في القضاء بخصوص هذه القضية التي كشفت عن عدم استقلالية العدالة". من جهتها، أشارت صحيفة (بنما أمريكا) إلى ظهور سلالة جديدة من حمى الضنك الشديدة ببنما أطلق عليها اسم (السلالة 2 الأسيوية الأمريكية)، موضحة أن خبراء الأوبئة يقرون بأن السلالة كانت موجودة منذ التسعينيات، لكنها صارت، خلال السنوات الأخيرة، أشد فتكا بالصفائح الدموية كما طورت مناعة ضد الأدوية بنسبة 70 في المئة.