اجتاحت أزمة الإيواء مختلف المناطق الجبلية التي تضررت من الهزة الأرضية الأخيرة، حيث دمّر الزلزال سنوات طويلة من الجهد والتعب الذي بذله سكان هذه القرى لتشييد منازلهم الطينية والإسمنتية. ووفرت السلطات المغربية مجموعة من الخيام المؤقتة للناجين من "الزلزال المدمر"، على اعتبار أن جميع المنازل الجبلية لم تعد صالحة للمبيت، بسبب التصدعات والتشققات في جدرانها. وعلى طول الحزام الجبلي الممتد من الحوز إلى شيشاوة نصبت الأسر مئات الخيام بفعل عدم كفاية مراكز الإيواء بتلك المناطق التي تفتقد إلى البنيات التحتية والمرافق الأساسية المطلوبة. وعزّزت السلطات الخيام بصهاريج المياه المتنقلة الموضوعة رهن إشارة الساكنة، وسط مطالب بإعداد برنامج لبناء وحدات سكنية للمتضررين بعد إنقاذ حياة المواطنين، لأن جلّ البيوت دمّرت جراء الزلزال. عبد الغني، عشريني يشتغل بمدينة الدارالبيضاء، حلّ بقريته بعد ساعات من الزلزال، قال إن "العيش صعب بهذه الخيام، حيث تعاني الأسر من البرد في الليل"، مؤكداً أن "المرافق الصحية غير متوفرة". وأضاف المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الخيام تكون مكتظة، بالنظر إلى تعدد أفراد الأسرة"، وزاد: "يجب على السلطات نقل المتضررين من الزلزال إلى مراكز اجتماعية بشكل مؤقت". وصارت الحياة داخل هذه الخيام أشد قسوة على الأطفال والمرضى، وهو ما عاينته هسبريس بقرية "إغزرن" التابعة لمدينة شيشاوة، حيث اشتكت الأسر من توصلها بشكل متأخر بالمساعدات الإنسانية. بهذا الخصوص، صرّح أحد سكان القرية بأن "المساعدات غير كافية، وتظل قليلة"، داعيا بذلك مسؤولي وزارة الداخلية بالمنطقة إلى "إرسال المزيد من الشحنات الغذائية لتلبية الخصاص الحاصل". وواجهت السلطات العمومية مشاكل كبيرة في الوصول إلى مجموعة من المناطق الجبلية لإيواء منكوبي الزلزال، بالنظر إلى الانهيارات الصخرية الضخمة التي أغلقت مجموعة من الطرقات الأساسية. في هذا الصدد، قامت وزارة الداخلية بدائرة "مجاط" بحملة ميدانية لتوزيع المساعدات الغذائية على الساكنة، بمعية مصالح الدرك الملكي وعناصر الهلال الأحمر، حيث استهدفت جميع القرى التي تضررت من كارثة الزلزال. ومع ذلك، دعت بعض الأسر القاطنة بأعالي الجبال إلى تسريع العملية، إذ اشتكت للجريدة من غياب الأغطية الضرورية في ظل انخفاض درجات الحرارة خلال الليل، خاصة بالخيام المؤقتة غير المقاومة للبرد. وإلى حدود صباح الأحد، تواصل العناصر الميدانية عمليات استخراج جثث منكوبي الزلزال بعدة مناطق، لاسيما بالقرى التي انهارت عليها صخور القمم الجبلية، الأمر الذي خلّف مئات الضحايا خلال وقت وجيز. ووصلت تعزيزات عسكرية وطبية وغذائية جديدة إلى هذه المناطق، مساء أمس السبت، بهدف تسريع مختلف العمليات الميدانية التي أطلقتها السلطات العمومية منذ وقوع الفاجعة الإنسانية بالمناطق المجاورة لمدينة مراكش.