وأنت تدخل قرية تيكغت بدائرة مجاط بضواحي شيشاوة تُفاجأ بكونها أصبحت خالية من البشر والحياة بعدما تحولت إلى ركام جراء التداعيات الجسيمة الناجمة عن الهزة الأرضية التي عرفتها المنطقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. عند ولوج القرية الكائنة بأعالي جبال شيشاوة يصطدم الزائر لأول وهلة بغياب أي شخص يمكن التحدث إليه، حيث تصادف فقط عناصر السلطة المحلية المرابطة بالمكان لإغاثة الأسر التي وجدت نفسها تحت الأنقاض. واضطرت السلطات العمومية إلى الاستعانة بالطائرات بدون طيار لمساعدة الأطقم الميدانية على اكتشاف الجثث، إلى جانب استعمال الطائرات الجوية للقيام بمسح شامل لمختلف الخسائر المادية، وكذا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الساكنة القاطنة بالمناطق الجبلية. في هذا الصدد أفاد مصدر مسؤول من السلطات العمومية أن عدد الجثث المستخرجة بهذه القرية وحدها وصل إلى نحو 58 جثة إلى حدود الخامسة مساء، فيما تتواصل عمليات استخراج بقية الجثث من طرف عناصر الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والدرك الملكي. يبلغ عدد مساكن هذه القرية الجبلية زهاء 100 منزل طيني وإسمنتي، حسب تصريحات الأسر، التي تحسّرت على عدد الضحايا الضخم بالمقارنة مع الكثافة السكانية الضعيفة بالمنطقة التي شكلت بؤرة الهزة الأرضية. وبالنظر إلى خصوصية الوضع الاستثنائي بالمنطقة لا تزال القوات المسلحة الملكية، بمعية عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة وأعوان السلطة، تباشر حتى ساعة متأخرة من ليلة اليوم عمليات استخراج ما تبقى من الجثث باستعمال الآليات اللوجستيكية المتوفرة، وفق ما عاينته الجريدة. وعاينت هسبريس، خلال الجولة الميدانية التي قامت بها في القرية، وصول المساعدات الإنسانية والاجتماعية المقدمة من طرف القوات المسلحة الملكية لفائدة الساكنة، التي عانت من انقطاع الكهرباء وغياب إمدادات الطعام بصفة مؤقتة. كما لاحظت هسبريس حركية مكثفة لسيارات الإسعاف التي حلت بالقرية، التي سجلت وفيات كثيرة مقارنة ببقية المداشر الجبلية، على اعتبار أنها توجد بأعلى القمة الجبلية، التي انهارت أجزاء ضخمة منها فوقعت على المساكن الطينية. وتوجد العديد من القرى الجبلية التي تضررت من الهزة الأرضية بمنطقة شيشاوة، نظرا إلى التضاريس الجغرافية الوعرة التي صعّبت مأمورية فرق الإنقاذ، التي وجدت صعوبات متعددة في الوصول إلى الضحايا والمصابين خلال وقت زمني وجيز. وفي هذا السياق قال أحد قاطني القرية إن "تزامن الزلزال مع الفترة الليلية حال دون مباشرة عمليات الإنقاذ بشكل فوري من طرف السلطات المحلية"، مضيفا أن "السلطات حلت بالمكان في حدود الساعة الثانية صباحاً". وتابع قائلا: "السلطات ظلت مرابطة بالمكان طيلة اليوم، ونجحت في إنقاذ عدد من المواطنين الذين أصيبوا بجروح متفاوتة، بينما استخرجت جثث الضحايا الذين وافتهم المنية بعد وقوع الهزة الأرضية".