سيارات إسعاف تتقاطر على منطقة الحوز منذ الصباح الباكر، شاحنات عسكرية محمّلة بمعدات لوجستيكية لإعادة فتح الطرقات المغلقة جراء الانهيارات الصخرية، قرى جبلية شبه مدمرة بالكامل، جثث يتم انتشالها على رأس كل ساعة؛ مشاهد صادمة هزّت الأسر القاطنة بمنطقة الحوز. هسبريس حلّت بجماعة "أداسيل" التي تندرج ضمن بؤرة الهزات الزلزالية التي عرفتها منطقة الحوز في ساعات متأخرة من ليلة أمس، ووقفت على حجم الخراب الذي حلّ بمجموعة من القرى والمداشر التي تحولت إلى أطلال وأوجاع تسكن القلوب. الوصول إلى هذه الجماعة يتطلب حذرا شديداً بفعل الانهيارات الجبلية التي وقعت ليلة الزلزال الذي أدى إلى قطع الطريق لساعات طويلة، بالنظر إلى تساقط صخور ضخمة من الجبال المحيطة بالقرى على الطريق الجبلية الوعرة التي توقفت بها حركة السير. لذلك، حلّت عناصر القوات المسلحة الملكية بالمكان، صباح السبت، حيث قامت بإعادة فتح الطرق الجبلية المغلقة وإزالة الصخور الضخمة لتسهيل عملية مرور سيارات الإسعاف التي نقلت المصابين إلى المستشفيات، وكذا سيارات نقل الموتى التي ظلت مرابطة بالقرى المحيطة بمنطقة الحوز. وأشارت تصريحات الساكنة إلى انهيار جلّ المباني الطينية والإسمنتية بعدد من دواوير الجماعة، الأمر الذي خلّف حصيلة مفجعة لضحايا الهزة الأرضية، فيما تتواصل جهود السلطات المحلية، بمعية الساكنة، لاستخراج جثث الأشخاص الذين مازالوا تحت الأنقاض. ففي قرية "مجاط" على سبيل المثال حيث يوجد أزيد من خمسين منزلا تقليديا، عاينت هسبريس انهار أغلب تلك المباني بسبب قوة الزلزال، وهو ما خلّف عشرات الضحايا الذين ما زالت هوياتهم مجهولة، الأمر الذي سيرفع من حصيلة الوفيات في الساعات المقبلة. في هذا الصدد، قال محمد الصياغ، سبعيني يقطن بالقرية، إن "الهزة الأرضية وقعت في حدود الساعة الحادثة عشر ليلاً، وأدت إلى انهيار أغلب المباني بالمنطقة"، وزاد: "الزلزال كان مفاجئاً للجميع، خاصة أن المنطقة لم تشهد زلزالاً من هذا القبيل منذ عقود". وأضاف الصياغ، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العديد من الجثث ما تزال تحت الأنقاض، ويواصل عناصر الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية استخراج الجثث"، مبرزاً أن "شبكة الكهرباء والهاتف انقطعت بشكل كامل طيلة ليلة أمس". وأردف بأن "العائلات اضطرت إلى المبيت في الشارع لتجنب سيناريو الانهيار من جديد، وظلت دون مأكل أو مشرب طيلة الليل"، خاتما بأن "الوضعية صعبة للغاية بفعل التضاريس الجبلية التي تعقد عملية استخراج جثث ضحايا الفاجعة". وذكر الحسين آيت بوريس، من جانبه، أن "أغلب المنازل تدمرت في الساعات الماضية، ما يستدعي ضرورة إيواء هذه الأسر التي افترشت الأرض ليلة أمس، وكذا ضرورة إقرار تعويضات مالية للأسر التي فقدت جميع ممتلكاتها الزراعية والحيوانية والمادية". واستطرد شارحا بأن "الفاجعة الإنسانية تسببت في خسائر كارثية للساكنة التي تتكبد شظف العيش لتغطية تكاليف الحياة اليومية الصعبة"، ليخلص إلى أهمية "إيواء الأسر في المرحلة الأولى، ثم البحث عن بدائل اقتصادية في المرحلة الثانية التي تلي احتواء الزلزال".