لقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم في ألبانيا، اليوم الثلاثاء، جراء أقوى زلزال يهز العاصمة تيرانا والمنطقة المحيطة بها منذ عقود، ما أسفر أيضا عن انهيار مبان وحصار بعض السكان وسط الأنقاض. وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الزلزال بلغت قوته 6.4 درجات على سلم ريشتر، وهو ثاني زلزال قوي يهز المنطقة خلال شهرين، وقالت الهيئة إن مركز الهزة كان على بعد 30 كيلومترا غرب تيرانا؛ وعلى عمق عشرة كيلومترات. وأشارت متحدثة باسم وزارة الدفاع إلى العثور على جثتي امرأتين تحت أنقاض مبنى سكني في قرية ثوماني الشمالية؛ كما توفي رجل في بلدة كوربين عندما أصيب بنوبة فزع وقفز من مبنى. وأكدت الوزارة أن جثة أخرى انتُشلت من تحت أنقاض مبنى منهار في مدينة دوريس. وعرضت لقطات مصورة بثت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتسن التحقق منها، ما بدا أنه مبنى منهار في دوريس الواقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي على بعد 40 كيلومترا غربي العاصمة. وعرضت تسجيلات أخرى مباني بها صدوع كبيرة، منها شقة سكنية سقطت أغلب جدران حجرة النوم فيها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع للصحافيين: "يساعد رجال الإطفاء وأفراد الجيش السكان (المحاصرين) تحت الأنقاض في دوريس وثوماني". وقال رجل مصاب بجرح في خده، لشبكة تلفزيون "نيوز24"، إن ابنته وقريبة له محاصرتان وسط أنقاض مبنى سكني، وزاد: "تحدثت مع ابنتي وقريبتي على الهاتف .. قالتا إنهما بخير وتنتظران إنقاذهما. لم أتمكن من الحديث مع زوجتي. هناك أسر أخرى لكن لم أتمكن من الحديث مع أحد منها". وقال متحدثان باسم الحكومة لرويترز إن المباني في دوريس هي الأكثر تضررا، وإن عددا قليلا من الناس نقلوا إلى مستشفى في تيرانا. وتحدث شاهد لرويترز عن فرار سكان من المباني السكنية في تيرانا وبعضهم يحمل أطفالا. وانقطعت الكهرباء في عدة أحياء. وبعد ثلاث ساعات من الزلزال الرئيسي وقعت هزة ارتدادية قوية في المدينة. وكانت هناك هزات أصغر في الساعة التي سبقت الزلزال الذي شعر به سكان منطقة البلقان ومنطقة بوليا بجنوب إيطاليا. ووصف أحد سكان تيرانا لرويترز ما حدث لشقته في الطابق السادس من مبنى سكني قائلا: "استيقظنا بسبب الهزات السابقة، لكن الأخيرة هزتنا تماما. كل شيء في المنزل كان يتساقط". وتشهد ألبانيا، الواقعة على البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني بين اليونان ومقدونيا، أنشطة زلزالية متكررة. وهز زلزال بقوة 5.6 درجات البلاد في 21 سبتمبر، ما أسفر عن وقوع أضرار بنحو 500 منزل وتدمير عدد آخر. وقالت وزارة الدفاع في ذلك الوقت إنه أقوى زلزال تشهده ألبانيا منذ 30 عاما. وألبانيا هي أفقر دولة في أوروبا، ويقل متوسط دخل الفرد فيها عن ثلث متوسطه في دول الاتحاد الأوروبي، وفقا لبيانات مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات). *رويترز