نزعت مطربة راي جزائرية شهيرة الحجاب بعد أسابيع من قرارها ارتداءه وعادت مجددا إلى الغناء، الأمر الذي أثار غضب رجال الدين في منطقة وهران (غرب الجزائر) الذين اعتبروا الأمر "خروجا سافرا عن آداب المجتمع الجزائري. من جانبها اعتبرت الشابة خيرة هجوم رجال الدين على قرارها "تدخلا سافرا في شؤونها الخاصة". "" وكانت الشابة خيرة قد قررت قبل أسابيع ارتداء الحجاب والتوقف عن الغناء. وبحسب صحيفة "لوريون" التي كشفت قبل أسبوعين أن مغني الراي السابق الشاب جلول الذي اعتزل الغناء قبل عامين هو من أقنع الشابة خيرة بترك الغناء لأنه يدخل الإنسان إلى النار حسب قوله. وهو ذات الكلام الذي يردده جلول في دروسه الدينية التي أصبح يلقيها في أحد مساجد المدينة، برغم من اتهام زملائه السابقين له أن "اعتزل الغناء بعد أن جمع ثروة كبيرة منه"، إلى أن جاء دور الشابة خيرة التي ظل جلول يرتاد بيتها كصديق قديم وينصحها بترك الغناء والتحجب واستجابت له قبل أن تقرر التراجع، مما أثارت حملة انتقادات وصلت إلى مساجد وهران وهو ما اعتبرته الشابة خيرة "تحريضا ضدها". وذكرت الصحيفة أن الشابة خيرة طالبت بحراسة أمنية تحسبا للحفل الذي سوف يقام الأسبوع القادم في مدينة وهران، حيث تخشى أن تتعرض لاعتداءات من قبل المتشددين الإسلاميين على خلفية الهجوم الواسع الذي يشنه ضدها جلول واتهامه لها بالارتداد عن الدين لأنها نزعت الحجاب وعادت إلى الغناء. ويعد "الراي" نمطا غنائيا جزائريا اختصت به منطقة الغرب الجزائري وتحوّل إلى غناء عالمي، وظهرت موجة جديدة من الأسماء غزت سوق الكاسيت الأوروبية بفضل طابعها المتميز، على الرغم من أن كلمات الأغاني (مزيج بين العربية والفرنسية) لا تخلو من تمرد واضح على الأوضاع الداخلية، على البطالة والتهميش والفساد والتسلط وحتى التشدد الديني الذي شكل في التسعينات مادة دسمة لمطربي الراي الذين تحدوا آلة القتل واستمروا في الغناء وإن سقط منهم مطربين معروفين منهم الشاب حسني الذي اغتيل أمام بيته، والمطرب الشاب عزيز الذي تم نحره وقطع لسانه من قبل عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) مما أثار رعب بقية المطربين الذين اختاروا الهجرة إلى فرنسا للاستمرار في الغناء. الشابة خيرة التي صرحت أنها حرة ولا يحق لأحد التدخل في حياتها الشخصية سواء لبست الحجاب أو لم تلبسه، قالت إن ظروف لبسها الحجاب كانت مليئة بالضغط عليها والتهديد المغلف، وأنها كجزائرية تقبل كل شيء عدا تهديدها لأن التهديد يقابله الجزائريون دائما بالرفض والعناد على حد تعبيرها.