أثار اعتراف شرطي لصحيفة "النهار" الجزائرية باعتناقه المسيحية هو وابنته وتطليقه زوجته المسلمة بسبب رفضها اعتناق المسيحية جدالا كبيرا في الجزائر، تدخل إثره رجال الدين الذين اعتبروا الشرطي مرتدا وطالبوا الجهات الأمنية بفصله من العمل. "" وكان الشرطي قد قال في تصريحه للصحيفة الجزائرية أن حياته السابقة في الإسلام كانت مليئة بالقلق والتوتر النفسي، بالإضافة إلى ما ارتكبته الجماعات الإسلامية المتطرفة من مجازر ضد المدنيين من النساء والأطفال جعله يشعر بالخوف الشديد من الإسلام الذي حسبه يدعو إلى القتل والنحر مما جعله يعيش صراعا انتهى باعتناقه المسيحية التي أعادت له توازنه النفسي على حد تعبيره. من جهتها قالت ابنة الشرطي أنها اعتنقت المسيحية مع والدها لأنها كانت تشعر دائما أن الإسلام يصنع من المرأة مجرد "آمة" وجارية للرجل يستغلها جنسيا لأنه لا يرى فيها سوى الجسد الذي بعد أن يشبع منه يسميه عورة، وأضافت أن المسيحية جعلتها تشعر أنها إنسانة لها كيانها واعتبرت اختيارها للمسيحية قرارها الذي لم تندم عليه إلى الآن. ردة فعل رجال الدين جاءت سريعة حيث اعتبر العديد منهم أن الارتداد عن الإسلام نحو ديانة أخرى بمثابة الكفر الصريح يقع على صاحبه ما يقع على الكافرين (القصاص/القتل) إن لم يتب ويعود إلى الإسلام. وكانت جمعية العلماء المسلمين الجزائرية قد ذكرت في وقت سابق أن الخروج عن ملة المسلمين هو الكفر بعينه، وقال الشيخ محمد النذير التلمساني أن معاقبة المردين ستكون كافية لردع من تسول له نفسه بالارتداد عن الإسلام نحو ديانة أخرى على حسب تعبيره، وهو ما اعتبره مسيحيو الجزائر تحريضا صريحا ضدهم وطالبوا السلطات المحلية بتوفير الأمن لهم خوفا من انتقام الجماعات المتشددة. يذكر أن في الجزائر حوالي عشرة آلاف مسيحي جلهم يعيشون في مناطق القبائل (تيزي وزو) لكن إحصائيات غير رسمية ذكرت أن عدد المسيحيين في الجزائر تجاوز المئة ألف، منتشرين على مستوى البلاد، حيث تشهد مدن الغرب الجزائري (وهران ومستغانم) انتشارا ملفتا للمسيحية بين الشباب الذي حسب موقع كابيل أنفو اعتنقوا المسيحية لأن الإسلام ارتبط في مخيلتهم بالقتل والاغتصاب والترويع الذي مارسته الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تجاهد منذ 1992 ضد المدنيين بقتلهم للتقرب من الله، على حسب الموقع.