أثارت قضية ارتداء طالبات المدارس المسلمات للحجاب جدلا واسعًا في غامبيا بعد أن رفضت إحدى المدارس المسيحية دخول طالبات لقاعة الامتحان بسبب ارتدائهن الحجاب حسبما ذكرت صحيفة الإندبندنت الغامبية الأحد الأخير. وقد تفاقمت الأزمة بعد أن أعلن الرئيس يحيى جامع الأسبوع الجاري أنه سيعرض قضية ارتداء الحجاب لمناقشة جماهيرية بين المواطنين، وهو الشيء الذي أثار العلماء والأئمة بما فيهم التيار الموالي للحكومة. وقالت الصحيفة إن رجال المخابرات الغامبية قاموا بمصادرة شرائط كاسيت وفيديو تحمل خطبا للشيخ عبد الله فتحي، وهو إمام وخطيب برئاسة الجمهورية؛ بسبب ما وصفوه بالهجوم على شخص الرئيس خلال خطبته يوم الجمعة الماضي، حين قال فيها: من الخطأ الفادح للرئيس جامع أن يعرض موضوع ارتداء الحجاب لمناقشة، فهذه الخطوة تجلب عليه غضب الله. ونقلت الصحيفة عن الشيخ عيس بوجا إمام مسجد ماندورا بالعاصمة قوله: هناك فقدان للفهم الصحيح لأحكام الدين لدى القيادات في غامبيا، وإلا ما كان ينبغي أساسًا أن نطرح ارتداء الحجاب للمناقشة أو المداولة العامة؛ لأن الأمر بارتداء الحجاب توجيه إلهي واجب التنفيذ، وليس من قضايا الرأي ولا تقبل المناقشة. إضافة لذلك فالمسلمون يشكلون أكثر من 90% من السكان، ويعني ذلك أن أصواتنا يجب أن تكون عالية مدوية. وجاء في تقرير خاص للاتحاد الفيدرالي للمنظمات الإسلامية للطلاب في جامبيا صدر في 8 من الشهر الجاري أن أكثر من 8 آلاف طالبة ممن يرتدين الحجاب في المدارس في غامبيا ينتابهن القلق بسبب الجدل الثائر حاليا وبالأخص عرض القضية للمناقشة العامة. وأوضح التقرير أنه منذ صدور قرار المدارس المسيحية في جامبيا في مايو 2003 بمنع ارتداء الحجاب داخل مدارسها بدأت حملة مضايقات ضد المحجبات في معظم المدارس. وتشير المنظمات المسيحية بأصابع الاتهام إلى بعض الزعماء والقيادات الإسلامية بتأجيج وإثارة المسلمين ضد المدارس المسيحية؛ الشيء الذي زاد من مخاوف السلطات الرسمية من أن تؤدي حدة التوتر بين الطرفين إلى اندلاع نزاع ديني في البلاد. يذكر أن المشكلة تعود لشهر ماي من العام الجاري 2003 حين نظم أكثر من 200 طالبة مظاهرة أمام مدرسة ست تريزيس ببانجول العاصمة احتجاجًا على قرار يمنع ارتداء الحجاب داخل المدرسة؛ وهو ما أدى إلى إغلاقها واستقالة مديرها. وتعد غامبيا من الدول الأفريقية الصغيرة المساحة والسكان ذات الأغلبية المسلمة بنسبة 90% من أصل مليون ونصف المليون من السكان على مساحة 000,11 كيلومتر مربع.