ذكرى مولد النبوي، ذكرى جميلة يتذكر فيها المسلمون مولد النبي محمد صلى الله وسلم، الذي أرسله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.و هذه الذكرى مناسبة عظيمة للوقوف على أخلاق النبي ،صلى الله عليه و سلم، و محاولة الاقتداء به. و التعرف على جوانب مشرقة من حياته صلى الله عليه و سلم. كيف لا و قد كان قرآنا يمشي على الأرض، صلى الله عليه و سلم . "" ***** لكن الغريب أن هذه الذكرى تخلد يوم 12 ربيع الأول، و هو اليوم الذي مات فيه النبي صلى الله عليه و سلم، اتفاقا بين المؤرخين و أصحاب السير، أما يوم ولادته صلى الله عليه و سلم فمختلف فيه بين أصحاب السير و المؤرخين، منهم من يقول إنه ولد يوم 9 ربيع الأول و منه من يقول غير ذلك. و قيل إن أول من أحدث هذه المناسبة حتى صارت عيدا من الأعياد الدينية هو يهودي الأصل و أن قصده من ذلك هو الشماتة و النكاية، ما دام أن المتفق عليه هو يوم الوفاة و ليس يوم الولادة.و أن ذلك كان في عهد الفاطميين،و كان ذلك وفق طقوس معينة فيها كثير من البدع. و مع تطور الزمن تطورت هذه البدعة التي تمارس في هذا اليوم، حتى صرنا اليوم نشاهد ممارسات فيها شرك بالله تعالى، و فسوق، بل و شذوذ أيضا.فما نشاهده اليوم في الموسم الذي يقام على ضريح الهادي بنعيسى بمدينة مكناس المغربية، خير دليل على ما نقول. ***** فأغلب الناس يحضرون من ضواحي مدينة مكناس،و أغلبهم من عامة الناس و جهالهم. تجد بعضهم يستجدي القبور الموجودة هناك، فالتي لا تلد تطلب من القبور و الأضرحة الذرية، و التي طال عليها الأمد و لم تتزوج تطلب من الأضرحة زوج،- و أنا أيضا أعزب لو تأكد لي أن الهادي بنعيسى يزوج العزاب لجربت حظي بدوري- و من تريد أن تسحر زوجها لكي يطيعها أو يحبها أو يعود إليها تجد ضالتها في هذا المكان في هذا الموسم. أما المشعوذون و الدجالين و العرفين فحدث عنهم و لا حرج.و مستوى آخر هو أقرب إلى الطقوس الوثنية، حيث يصل بعضهم إلى مستوى فقدان الوعي فيقومون بممارسات لا تمد للعقل أو الدين بصلة.ّ إذ منهم من يفترسون عنزا أسودا حيا، و منهم من يكوي جسده بالنار، ومنهم من يطعن جسده بالسكين.. بالإضافة تقديم قرابين لهذه الأضرحة وغيرها. ***** و أغرب من ذلك كله هو أن مثل هذه المناسبات الدينية أصبحت مواسم لممارسة الفاحشة و الشذوذ الجنسي، و أجدني أستحيي من ذكر نماذج لما يقع من صور الزنى و اللواط، بكل من المقبرة التي توجد خلف ضريح الهادي بنعيسى، و منطقة سيدي علي بضواحي مكناس. كل ذلك يقع أمام أعين السلطات المحلية، ولا أحد يحرك ساكنا. ***** فهل هكذا يحتفل بذكرى المولد النبوي؟ و هل كان يفعل النبي، صلى الله عليه و سلم، مثل هذه الأفعال؟ بل هل ثبت عن النبي، صلى الله عليه و سلم، الاحتفال بهذه الذكرى. أم أنها بدعة ما أنزل الله بها من سلطان؟ وهل تحول المناسبات الدينية لممارسة الفاحشة و الشذوذ الجنسي باسم الدين؟ و إني أطالب الجهات الرسمية لوضع حد لهذه الممارسات اللأخلاقية، و أن تتحمل مسؤوليتها أمام الناس وأمام الله تعالى. www.maktoobblog.com/bouyesfy