يبدو أن شعلة الصراع على المواهب الشابة في "عالم المستديرة" بين المغرب والجزائر لن تنطفئ ما دام سطوع أبناء المهجر الحاملين للجنسيتين المغربية والجزائرية متواصلا، خاصة من يمارسون بإحدى المدارس الكروية الكبيرة، أو من يُمهّدون للالتحاق ب"فريق أول" منتم لل "Big5"، أي الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا. وتولي الصحافة الجزائرية في الآونة الأخيرة اهتماما كبيرا بملف اللاعبين مزدوجي الجنسية أو من أصول مغربية-جزائرية، مسلطة في الآن ذاته ضغطا كبيرا على المسؤولين عن الكرة بالجارة الشرقية، تفاديا لما وصفوه تفوقا محتملا للمغرب، عبر استمالت الأخير لعدد من اللاعبين الشبان الذين يحملون كذلك جنسية جزائرية. ويسعى الاتحاد الجزائري بقيادة محمد روراوة، حسب ما علمته "هسبورت"، منذ فترة، إلى إنهاء "قضية" إسماعيل بناصر، لاعب شبان فريق أرسنال الإنجليزي، عبر مجالسته من قبل رئيس الاتحاد الجزائري تارة، ولعب ورقة أولمبياد ريو دي جانيرو تارة أخرى، والتي تأهل لها المنتخب الأولمبي الجزائري في وقت فشل نظيره المغربي في ذلك، الشيء الذي قد يغري اللاعب لاختار "الخضر" حسب اعتقادهم. وإلى جانب موهبة أرسنال (18 سنة)، يجري الاتحاد الجزائري تحركات أخرى لضمان انتساب كل من آدم أوناس (19 سنة)، لاعب بوردو الفرنسي، وزين الدين مشاش (20 سنة)، لاعب تولوز الفرنسي، أملا في تعزيز منتخبات الفئات السنية التي انتكست مؤخرا، بعد إقصائها من تصفيات "كان" 2017 لأقل من 20 سنة على يد منتخب موريطانيا. بدورها تولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اهتماما كبيرا بالمواهب المغربية الشابة بأوروبا، بمن فيها الثلاثي بناصر، أوناس ومشاش، لكن بنسب مختلفة حسب الخصاص والمراكز التي تحتاجها المنتخبات الوطنية، بدء بفئة أقل من 15 سنة، مرورا بفئات أقل من 17 سنة، أقل من 20 سنة، أقل من 23 سنة، فالمنتخب الأول، الذي يشرف عليه بشكل مباشر الناخب الوطني هيرفي رونار. وأوضح ناصر لارغيت، رئيس الإدارة التقنية الوطنية، أن الأخيرة تراقب عددا مهما من الشبان المغاربة المحترفين بأوروبا وعلى تواصل دائم معهم، عبر زيارات أو عن طريق الهاتف أو بواسطة المناديب الذين يشتغلون تحت إمرة الإدارة التقنية. وكشف لارغيت في تصريح خص به "هسبورت" أنه سبق وسافر لمجالسة إسماعيل بناصر موهبة أرسنال بإنجلترا إلى جانب أخيه، عارضا عليه مشروع الجامعة وإمكانية تطوير مساره الكروي عبر الالتحاق بالمنتخبات الوطنية، مشيرا في الآن ذاته إلى عقده موعدا آخر مع اللاعب ذاته نهاية الشهر الجاري، من أجل الإفصاح عن قراره النهائي. وأضاف المتحدث ذاته "سنقترح عليه في البداية دعوة وليس استدعاء من أجل اكتشاف الأجواء بمعسكرات المنتخب بالمغرب نهاية هذا الشهر، مستغلين تواريخ الاتحاد الدولي للعبة. عملنا لا يرتكز على الاستمالة جبرا، نحن في الإدارة التقنية نعرض مشروع الجامعة على هؤلاء اللاعبين ونحاول مساعدتهم على اتخاذ القرار الأنسب، لكننا أبدا لن نضغط على أحد لقبول تمثيل راية بلده". وبخصوص آدم أوناس، أضاف لارغيت أن "المركز الذي يلعب فيه اللاعب يعرف وجود لاعبين آخرين جيدين، لكن ذلك لا يعني أننا لا نراقبه، اسمه موجود في لائحتنا وسنتواصل معه في الوقت المناسب، إن هو أراد حقا اللعب لفائدة المنتخبات الوطنية". وتابع رئيس الإدارة التقنية الوطنية "فيما يخص زين الدين مشاش، فقد أصبح له سن يمكنه من التنافس رفقة المنتخب الأول، بما أن المنتخب الأولمبي عجز عن العبور إلى الأولمبياد، لكن هذا لم يمنعنا من الحفاظ على تواصلنا معه عبر وكيل أعماله هاتفيا".