فسياق محاولات الجزائر المتكررة لإظهار مواقفها العدائية للمغرب ووحدته الترابية، وضربها عرض الحائط كل المبادرات المغربية الرامية إلى تطبيع العلاقات، استقبلات البارح الأحد وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، قياديا في جبهة البوليساريو، يشغل منصب وزير خارجية هذا التنظيم. وقال بيان مقتضب لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، إن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، استقبل وزير خارجية جبهة البوليساريو محمد سالم ولد السالك، بحضور الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية والمكلف بملف الصحراء والمغرب العربي عمار بلاني. وأضاف البيان أن محادثات لعمامرة مع القيادي في البوليساريو، تركزت حول "مستجدات نزاع الصحراء على الصعيد الدبلوماسي في سياق جهود الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي"، على حد وصف البيان. مواقف عدائية للوحدة الترابية للمغرب، تحاول من خلالها الجزائر التسويق لدعمها لأطروحة البوليساريو، والتي تأتي في ظل اتساع رقعة التأييد الإقليمي والدولي لمغربية الصحراء، ولمبادرة الحكم الذاتي المغربية، وهو الدعم الذي تجسد من خلال افتتاح العديد من الدول خاصة من إفريقيا والعالم العربي لقنصليات وتمثيليات ديبلوماسية بالأقاليم الجنوبية، إلى جانب المواقف التاريخية لعدد من القوى الإقليمية والدولية الكبرى الفاعلة في النزاع. كما يأتي استقبال الجزائر للقيادي في البوليساريو بعد أسابيع من اعتماد مجلس الأمن الدولي لقراره رقم 2654 حول الصحراء، والذي شدد على ضرورة انخراط كافة الأطراف المعنية، في الجهود التي تقودها الاممالمتحدة بهدف إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه، وذلك في إطار مسلسل الموائد المستديرة بمشاركة كل الأطراف بما فيها الجزائر، وهو القرار الذي أكد سمو مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل هذا النزاع الإقليمي.