في إطار محاولة إظهار مواقفها العدائية للمغرب ووحدته الترابية، استقبل أمس الأربعاء، وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، القيادي بالبوليساريو، محمد سالم ولد السالك، حيث أعادا تكرار أسطونة الصحراء بكونها قضية "تصفية استعمار"، وكذا تسويق مقولة "حق تقرير المصير". وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية وفق "الأيام"، إن لعمامرة استقبل محمد سالم ولد السالك، مضيفا أنهما قد بحثا مستجدات النزاع حول الصحراء، والجهود المبذولة استئناف المسار الأممي، وأن الوزير لعمامرة، قد جدد دعم الجزائر لأطروحة البوليساريو بخصوص هذا النزاع الإقليمي. الجزائر التي تعتبر دائما نفسها ليست طرفا في النزاع حول الصحراء، بالرغم من سلوكاتها التي تناقض ذلك، أعرب رئيسها، عبد المجيد تبون، مرارا عن أمله في أن "يتوصل الأشقاء في المغرب والجمهورية الصحراوية لحل للنزاع في الصحراء الغربية"، بتعبيره. ومنذ بداية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء نهاية سبعينيات القرن الماضي، والجزائر تقول بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، و لا أطماع لها في الإقليم، و انها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم المزعوم، لكن بعد 13 نونبر 2020 حينما تدخل المغرب لطرد "البوليساريو"، من معبر الكركرات، تغيرت لغة الجزائر، وصار ساستها يقولون أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وأن القضية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الأمني الاستراتيجي. وسرعت الجزائر من تحركات دبلوماسياتها، بعد المتغيرات الجيواستراتيجية المتسارعة التي بات يعرفها نزاع الصحراء، وذلك بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واتساع رقعة الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي المغربية، وكذا افتتاح العديد من الدول لقنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن التأييد الدولي الواسع الذي حظي به حسم المغرب لأزمة معبر "الكركرات" بين المغرب وموريتانيا.