بعد أسبوعين من اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار 2654 حول الصحراء، والذي دعا إلى إستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة بهدف إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه للنزاع، وذلك في إطار الموائد المستديرة بمشاركة كل الأطراف المعنية، خرجت كل من الجزائروجنوب إفريقيا بموقف جديد يضرب بعرض الحائط هذا القرار. وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية يوم أمس، فقد استقبل الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية والمكلف بملف الصحراء والمغرب العربي عمار بلاني، سفير جنوب إفريقيا بالجزائر بيلي ليسدي ماسيتله، حيث بحثا عدة قضايا وملفات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها نزاع الصحراء. ووفقا لذات الوكالة، فقد جدد الطرفان دعمهما لأطروحة جبهة البوليساريو، وطالبا "باستئناف المفاوضات بين هذه الأخيرة والمغرب"، وهو موقف يشكل رفضا لقرار مجلس الأمن الأخير، الذي حدد بشكل واضح الصيغة التي سيتم على أساسها استئناف العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة بهدف إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي. وكانت الجزائر قد انتقدت القرار 2654 حول الصحراء، والذي اعتمده المجلس في جلسة عقدها في 27 أكتوبر الماضي بأغلبية 13 صوتا، واصفة إياه بأنه "يفتقر لأي نية لتوجيه أو تحفيز الجهود المبذولة بهدف الإبقاء على ما أسمته "طبيعة نزاع الصحراء"، وذلك في إشارة إلى إقبار مجلس الأمن لخيار" الاستفتاء" الذي تدافع عنه الجزائر والبوليساريو وحلفاؤهما، وتشديد القرار على ضرورة انخراط جميع الأطراف بما فيها الجزائر للتوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه للنزاع.