يبدو أن التصريحات الأخيرة للممثلين الدائمين لبعض الدول الخليجية بالأممالمتحدة، التي جددوا من خلالها دعم بلدانهم لمغربية الصحراء، لم تمر مرور الكرام لدى النظام الجزائري، الذي انتقد عبر منابره الإعلامية السعودية وقطر، بسبب دعمهما لجهود الرباط الرامية إلى تحقيق حل سياسي واقعي لقضية الصحراء، مؤكدين على سيادة المغرب على صحرائه. جريدة "النهار"، الجزائرية، هاجمت الممثلين الدائمين للمملكة العربية السعودية ودولة قطر لدى الأممالمتحدة، بشأن مواقف بلادهم الداعمة لمغربية الصحراء، معتبرة أن تلك التصريحات تحمل في طياتها العديد من التناقضات و المغالطات، وتهدف الى تضليل الرأي العام الدولي، حسب تعبيرها.
وحسب الجريدة الجزائرية، فإن النظام الذي يرفض أي دعم لمغربية الصحراء ويرحب من جهة أخرى بأي دعم لأطروحة "البوليساريو"، لن يرد على تصريحات الممثلين الدائمين للمملكة العربية السعودية ودولة قطر لدى الأممالمتحدة، بشأن مواقفها الداعمة لمغربية الصحراء، الأمر الذي اعتبره متتبعون رغبة النظام في الجزائر، تجنب أي سجال دبلوماسي بينه وبين ودول خليجية، بشأن قضية الصحراء المغربية.
وتنتقد الجزائر من حين لآخر تصريحات الدول الخليجية، الداعمة لمغربية الصحراء، إذ تدعم كل دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والإمارات وسلطنة عُمان والكويت وقطر والبحرين) المقترح المغربي بمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة الحكم الذاتي، مؤكدة دعمها لمغربية الصحراء.
وجددت دولة قطر، الأربعاء بنيويورك، دعمها لحل سياسي ودائم ومتوافق بشأنه لقضية الصحراء المغربية في إطار سيادة المملكة.
وأبرزت السفيرة المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأممالمتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني أن "قطر تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة الرامية إلى التوصل لحل سياسي دائم ومتوافق بشأنه في إطار العملية السياسية تحت اشراف الأممالمتحدة، وذلك طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، بما في ذلك القرار 2548 (2021) ، وبما يضمن سيادة المملكة المغربية "على أراضيها.
كما جددت المملكة العربية السعودية التأكيد، الثلاثاء، على دعمها لسيادة المغرب ووحدته الترابية، مبرزة الجهود التي تبذلها المملكة قصد إيجاد حل سياسي وواقعي لقضية الصحراء المغربية، مؤكدة على لسان السفير الممثل الدائم للمملكة العربية السعودية، عبد الله المعلمي، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "المملكة العربية السعودية ترفض أي مساس بالمصالح العليا أو بسيادة المملكة المغربية الشقيقة ووحدتها الترابية".
وعلاوة على ذلك، أشار المعلمي إلى أن بلاده تجدد الترحيب بانعقاد المائدتين المستديرتين حول الصحراء المغربية بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا و "البوليساريو".
وأضاف قائلا "ندعو إلى الاستمرار في هذا النهج للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع الذي طال أمده"، مشددا على أن المملكة العربية السعودية تدعم الجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل سياسي وواقعي لقضية الصحراء المغربية، على أساس التوافق، وبناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
وتأتي هذه التطورات، تزامنا مع إبلاغ الجزائر، اليوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي رسميا بانسحابها من اجتماعات الطاولة المستديرة حول قضية الصحراء المغربية، بعد أيام من تعيين الأممالمتحدة مبعوثا جديدا للنزاع المفتعل.
وصرح المسؤول بملف دول المغرب العربي بوزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني لوكالة الأنباء الرسمية "نؤكد رفضنا الرسمي الذي لا رجعة فيه لهذه الصيغة المسماة بالموائد المستديرة".
بلاني قال إن الجزائر أبلغت مجلس الأمن رفضها الصيغة لاعتبارها "غير متوازنة"، محذرا من أنها قد تعرقل جهود البعثة الأممية.
يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.