يعاني قطاع النظافة بمدينة طنجة من أزمة جلية للعيان لاحظها المواطنون وأثارها الملاحظون والمتتبعون للشأن المحلي، وانتقدها بشدة الحقوقويون الذين دعوا المجلس الجماعي الجديد إلى إعادة النظر جملة و تفصيلا في صفقات التدبير المفوض في هذا المجال. وانتقد الجسم الحقوقي بمدينة طنجة بشدة الخدمات الرديئة للشركتين المكلفتين بتدبير قطاع النظافة بالمدينة مقابل ما مجموعه نسبة 65% من الميزانية السنوية للجماعة لمدة 7 سنوات. وفي هذا الإطار، نددت رابطة الدفاع عن المستهلكين بمدينة طنجة بالسماح لهاتين الشركتين الجديدتين الاستفادة من مرحلة انتقالية تتيح لها فرصة استغلال آليات "الخردة"، حسب وصفها، لمدة ستة أشهر كاملة. وتفاجأ الرأي العام، حسب بلاغ صادر عن هذه الهيئة الحقوقية، بنوعية الآليات المستعملة وهي تقوم بشحن النفايات داخل أحياء المدينة ثم نقلها إلى مركز "التثمين" بمنطقة مشلاوة، ثم إلى المطرح الجديد في مدشر سكدلة. ووصفت الرابطة الشاحنات المستعملة بالمهترئة حيث تنقل النفايات المتراكمة والعارية أحيانا مخلفة وراءها عصارة المياه الملوثة على امتداد الطريق وموجة من الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، وذلك قبل بلوغها إلى مركز التثمين ثم نقلها لمطرح "سكدلة" على بعد 30 كلم. ومنذ دخول عقد الشركتين الجديدتين حيز التطبيق، تضيف الرابطة، و"طرقات المدينة وسط الأحياء السكنية متخمة بالنفايات التي يتم التخلص منها بكيفية عشوائية، أو أنه يتم التخلي عنها وتجاوزها في المناطق المعزولة والبعيدة عن الواجهة، مما جعل معظم المناطق تتحول إلى نقط سوداء ومطارح عشوائية موزعة على كل أحياء المدينة". كما أن الحاويات ونقط الجمع، حسب معاينة ذات النشطاء الحقوقيين، لا تخضع للغسيل والتنظيف والتعقيم، كما لا يتم التخلص من النفايات بشكل لائق، ما أثار سخط الساكنة. وفيما يخص اليد العاملة بالشركتين، سجلت الهيئة الحقوقية وجود نقص كبير في اليد العاملة الرسمية والقارة، كما أن العمال الذين سبق توقيفهم قد تمت إعادتهم إلى العمل، ولكن عن طريق المناولة مع شركة يوجد مقرها خارج مدينة طنجة، مع تسجيل عدم استفادة العمال عموما من التعويض عن ساعات العمل الإضافية. وبخصوص مطرح النفايات الجديد بقرية "سكدلة" الذي قيل عنه إنه سيكون من صنف المطارح الحديثة الخالية من الضرر، وصفته ذات الهيئة الحقوقية ب"القنبلة الموقوتة" حيث حول المنطقة القروية المحتضنة للمطرح إلى منطقة موبوءة بيئياً. ونقلت الرابطة تذمر ساكنة المنطقة من الضرر الذي يلحقها بسبب الطريقة البدائية، وفق توصيفها، المعتمدة في طمر النفايات وكيفية التخلص من العصارة عن طريق التحايل، وذلك بطرحها وسط الأراضي العارية لتجف تحت أشعة الشمس أو تتسرب إلى باطن الفرشة المائية التي أصبحت تعاني من التلوث. وفي السياق ذاته، ذكّرت الهيئة برفض فئات واسعة من فعاليات المجتمع المدني بطنجة اختيار قرية سكدلة لإقامة مطرح النفايات بسبب قربها من منطقة كانت مصنفة كمحمية طبيعية مرتبطة ببحيرة شرف العقاب.. الجسم الحقوقي بمدينة طنجة يعتبر مشاكل قطاع النظافة هي أولى الامتحانات التي سيواجهها المجلس الجماعي الجديد بمدينة طنجة، وهو امتحان عسير بالنظر إلى الضرر الذي يلحق المواطنين يوميا واعتبارا للاتفاقيات الموقعة مسبقا مع الشركتين ومدى قدرة المجلس على إلزامهما بالتقيد ببنودها حرفيا.