في إطار ما تتعرض له مدينة طنجة خلال هذه الفترة من السنة التي تتميز بانطلاق الموسم السياحي، وارتفاع حرارة الصيف، من انتشار خطير للروائح الكريهة وسحب الدخان المنبعثة من محارق النفايات بالمطرح العمومي العشوائي بمنطقة امغوغة، مطرح عشوائي أصبح الجميع يتفق أنه بات يعيق بشكل جلي التنمية المحلية ويؤثر بشكل سلبي وخطير على صحة الساكنة والمشاريع التنموية والسياحية والسكنية المفتوحة بالمدينة في إطار المشروع الطموح طنجة الكبرى (2013-2017)، الذي أعطى جلالة الملك انطلاقته في شتنبر 2013، والذي تطلب استثمارا إجماليا قدر بأزيد من 7,6 مليار درهم، دعا تكتل جمعيات طنجة الكبرى، في بلاغ له أمس الثلاثاء -توصلت "رسالة24" بنسخة منه جماعة طنجة إلى سرعة إغلاق المطرح العشوائي الحالي وتحويل كل الملك العقاري الذي يحتضنه إلى منطقة خضراء . وعبر البيان ذاته، عن شجب التكتل تعثر مشروع فتح المطرح العمومي الجديد بمنطقة سكدلة، مطالبا الجماعة إلى سرعة الانتهاء من التدابير الإجرائية وتمكين الشركة التي رست عليها الصفقة التدبير من أجل مباشرة الاستغلال حسب بنود العقد المرجعي. وطالب التكتل كل فعاليات المجتمع المدني وساكنة المدينة، إلى تكثيف الجهود من أجل الترافع على أن يكون المطرح العمومي الجديد مثالا يحتدى به على المستوى الوطني والدولي بالتزامه بمعايير الحكامة البيئية والاستدامة والجودة . وسبق أن تقدمت أربع شركات أجنبية ومغربية بإيداع لملفاتها المتضمنة لعروضها بخصوص تدبير مطرح النفايات الجديد بضواحي طنجة، فيما تعذرعلى شركتين دخول المنافسة منها شركة أمريكية كبرى تعمل بعدد من المطارح المغربية، انطلقت مجموعة الجماعات الترابية "البوغاز" يوم الثلاثاء 30 يناير 2018، في دراسة العروض التي تقدمت بها الشركات الخاصة منها "الشركة الكندية Compagen"، وUrbaser وهي شركةصينية اندمجت مع شركة tecmed التي سبق لها أن دبرت ملف النظافة بطنجة، وشركة Averda اللبنانية-الإيطالية، في حين كانت المفاجأة بتقديم شركة سويس الفرنسية التي تدبر قطاع النظافة بطنجة عبر شركتها سيطا في إطار مجموعة مع شركة صوماجيك التي تقوم بتهيئة وتدبير المرائب تحت الأرضية بطنجة، وذلك لتهيئة وتدبير مركز طمر وتثمين النفايات الواقع بدوار سكدلة بجماعة المنزلة. وفي جديد تطورات المطرح الجماعي العمومي الجديد المرتقب إنشائهبدوار سكدلة بجماعة حجر النحل، الواقعة على بعد 30 كيلومتر ضواحيطنجة، فقد استنكرت فعاليات المجتمع المدني العاملة بمقاطعة امغوغة من ضمنها جمعية امغوغة الصغيرة للتنمية والتعاون في بلاغها الذي أصدرته عقب الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الساكنة بمدخل المطرح العشوائي بالمنطقة -توصلت الجريدة بنسخة منه-، الغاء المجلس لصفقة تدبير المطرح العمومي للنفايات الجديد بسبب فشل المسؤولين الجماعيين في إدارة المفاوضات المتعلقة بتدبيره مع الشركتين الأجنبيتين اللتين تتنافسان للفوز بصفقة تدبير أزبال المدينة وإتلافها وتدوير الصالح منها لمدة تصل إلى20 سنة قابلة للتجديد، واللتين انسحبتا من المنافسة بعد غيابهما المفاجئ عن حضور جلسة فتح الأظرف التي كانت مخصصة للحسم في الصفقة التي أطلقتها مجموعة الجماعات البوغاز المكلفة بدراسة الملفات وطلبات العروض يوم الثلاثاء 26 شتنبر الماضي. وأوضح مصدر مقرب بهذا الخصوص، أن إلغاء الصفقة التي أطلقت مجموعة البوغاز طلبات عروضها شهر دجنبر الماضي، والمتعلقة بالتدبير المفوض للمطرح الجديد لطنجة وأسفرت عن اختيار شركتين هما شركتيFGE البرتغالية وشركة SUEZ الفرنسية، علما أن مسؤولي المجلس الجماعي سبق لهم وأن أكدوا في عدة مناسبات سابقة، أن الشركتين المذكورتين تتوفران على كل الشروط الضرورية التي تم الإعلان عنها، والمتمثلة أساسا في التوفر على تجربة لا تقل لدى كل واحدة منهما عن 3 سنوات في مختلف أنواع تثمين النفايات المنزلية، حيث كان لزاما على الشركة التي ستفوز بصفقة تدبير المطرح أن تتولى أمر تنفيذ البرنامج الطموح الذي سطرته المجموعة، والرامي إلى تسييره بمواصفات عالمية وتعمل على تثمين70 بالمائة على الأقل من مجموع النفايات الموجهة للمطرح الجديد، المتمثلة في الفرز وإعادة التدوير، والتسميد (الكومبوسطاج)، بالإضافة إلى التثمين الطاقي، سواء على مستوى إنتاج غاز الكهرباء أو إنتاج الوقود، على أن يتم استغلال المطرح الجديد بعد حوالي سنتين من الآن في أقرب تقدير، علما أن التقرير الذي أصدره المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، فإن كمية النفايات المنزلية المنتجة بالجهة ستبلغ حوالي مليون طن في أفق سنة 2030، حيث أن معدل جمع النفايات يتراوح حاليا بين 65 بالمائة و94 بالمائة في الوسط الحضري، في حين لا يتعدى 12 بالمائة في الوسط القروي، في وقت تضم جهة طنجةتطوان عشرات المطارح غير المراقبة وتنتج حجما من العصارة يناهز 60 ألف و750 متر مكعب، ومن المتوقع أن يصل هذا الحجم إلى 75 ألف متر مكعب في أفق سنة 2030. معلوم، أن ساكنة مدينة طنجة، لا زالت ولحد الساعة تطالب وبشكل شبه يومي تترجمه الوقفات والمسيرات الاحتجاجية العديدة التي نظمت في عدة مناسبات كانت آخرها وقفة فاتح أكتوبر الماضي، بحي مغوغة الكبيرة، للمطالبة بضرورة توفير مطرح عمومي عصري للنفايات يليق بالمدينة، بدلالمطرح العشوائي الحالي، والذي أصبح يعتبر كارثة بيئية وصحية حقيقية بكل المقاييس، ساهمت في انتشار التلوث وتهجير الساكنة من المنطقة، بسبب حرق الأطنان من الأزبال يوميا، والذي أنشئ في سبعينيات القرن الماضي بشكل مؤقت، على أساس إعداد مطرح بديل يحترم المواصفات البيئية فيما بعد، لكن هذا المؤقت أصبح دائما، ثم ازداد توسعا بتوسع المدينة ديموغرافيا وعمرانيا، محتلا بذلك مساحة تقارب 30 هكتارا، في قلب التجمعات السكنية.