يوم أمس تعرض عدد من الرؤساء السابقين التابعين لحزب العدالة والتنمية، ومعهم مستشاري هذا الحزب لما يشبه الطرد والإذلال، وكان أكثر هذه المشاهد التي تسيء للبلاد هي ما وقع مع ادعمار في تطوان من طرف موظفي البلدية التي كان يرأسها. الأمر طال غالبية رؤساء البلديات السابقين، تكرر الأمر في فاس والقنيطرة وعدد من المناطق الأخرى، وكأنه ممنهج. موظفين ومستشارين يسبون ويرغدون ويزبدون، في مواجهة رئيس أصبح في المعارضة، مشهد يعبر عن قلة ترابي حقيقية تعاني منها بعض من الطبقة السياسية التي تنتجها الانتخابات المحلية، بالادإضافة إلى موظفين حاقدين لأمر أو لآخر ليست لديهم الشجاعة لمواجهة الرئيس، ويتحينون الفرصة للهجوم على ممثل الشعب. السماح بهكذا تطاول يسيء إلى البلاد بأكملها، وإن كنت اختلف تماما مع حزب العدالة والتنمية، وأرى أن تجربة تسييرها سيئة لأنهم للأسف محترفون في التباكي وليس في التسيير، لكن مهما كان فقد اختارتهم صناديق الاقتراع وكانوا ممثلين للشعب في فترة زمنية، ومن غير المسموح أن تتم إهانتهم بهاته الطريقة. من كان وراء كل هذا الهراء، أخطأ التقدير، لأنه بفعلته لا ينتقم من العدالة والتنمية كما يحاول إيهام نفسه، بل يسيء لصورة بلد بأكمله، فبلد لا يحترم رئيس سابق منتخب بشكل شرعي، يحتاج إلى إعادة التفكير مليا في نظرته للحياة السياسية. مهما كان خلافنا مع المنتخب، أو اختلافنا معه، يتوجب أن نتذكر أنه جرى اختياره عبر صناديق الاقتراع، ولا يمكن السماح بإهانة شخص يمثل جزء من المجتمع. ما وقع بالأمس والتطبيع الذي وقع معه من طرف الإعلام والسلطة المجتمع، ينذر بخطر قريب يحدق بنا، خطر سيجعل الاختلاف عن الأغلبية الآنية يضعك في قفص الاتهام، ما سيجعل الجميع يتماهى مع الأغلبية، هذا التماهي سيمحو الاختلافات، سيصنع شعبا منافقا، وعدم وجود اختلاف في الرؤى سيقودنا في النهاية لشعب ديكتاتور.