في هذا الحوار المقتضب، يتحدث سعيد الشرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الانسان، عن ما وقع يوم أمس الجمعة في الفنيدق من احتجاجات، متحدثا أيضا عن موضوع فتح المعابر الحدودية مع سبتة ومليلية. * كناشط حقوقي ملم بملف سبتة ومليلية واشتغلت عليه لسنوات طويلة، هل ترى أن الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الفنيدق ستنقذ مدينة سبتة من أزمتها الخانقة، وتجعل السلطات المغربية تفتح المعابر؟ ما يلاحظ ان الاحتجاجات التي عاشتها امس مدينة لفنيدق لم يكن الهدف منها الضغط على السلطات المغربية قصد فتح المعابر الحدودية ، لأن ساكنة مدينة لفنيدق يعرفون جيدا حدودهم ومصالح دولتهم المملكة المغربية وقراراتها السيادية، بل أن تلك الاحتجاجات هي عبارة عن رسالة واضحة للحكومة لإيجاد حلول وبدائل قصد تعويضهم عن فقدان الآلاف من المواطنات و المواطنين لعملهم في مجال التجارة النمطية التي كانت تجمعهم بالمدينة المحتلةسبتة. كما ان تلك الاحتجاجات جاءت كردة فعل على الحكومة التي أهملت هذه الشريحة العريضة من المواطنات و المواطنين ليس بالفنيدق أو تطوان فقط، بل حتى في الناظور ، حيث عدم إيجاد الحكومة لحلول منطقية تعوض من خلالها المتضررين، واعتمادها على المقاربة الأمنية التي ابانت على تأجيج الأوضاع، و الفشل كعادتها وعدم الإصغاء للمواطن هو الذي جعل من هذه الشريحة تنتفض وتحتج. * وإذا لم تفتح الدولة المعابر، فما هي الحلول الآنية الممكن تقديمها من طرف الدولة لإنقاذ الساكنة من جحيم الازمة الاقتصادية؟ الدولة المغربية ستفتح المعابر الحدودية قريبا مع سبتة و مليلية، فقط ما تحتاجه هو استقرار الوضع الوبائي ليس فقط بالمغرب بل حتى في اسبانيا لتعود الأمور الى طبيعتها ، ولكن رغم ذلك كان من الأحرى بالحكومة أن تقدم حلولا للمتضررين جراء هذا الإغلاق ، ومن بين الحلول دعم الحاجيات الاقتصادية و الاجتماعية للمتضررين خصوصا ما يمس حياتهم اليومية ، وكذا كان على الحكومة توفير معبر انساني دائم في الحدود في سبتة ومليلية، قصد التنقل بينهم للأشخاص ذوي المصالح المستعجلة، كانت مهنية أو إدارية أو انسانية ، مع اجراء التحاليل المخبرية المطلوبة ( PCR) قصد العبور. ولكن عدم وجود رؤيا سليمة لدى الحكومة، و عدم قدرتها على تدبير الأزمات جعلها تقصر في خدمة هؤلاء المواطنات و المواطنين، مما ولد لديهم اليأس و الضغط النفسي وجعلهم ينفجرون، ويعبرون عن موقفهم بتلك الوقفة الاحتجاجية السلمية، التي حولتها السلطات الى مواجهات جراء استفزازها للمحتجين، و عدم مهنيتها في مجال التفاوض قصد اخلاء الشارع العام دون اصطدام الإخوة ، (القوات الأمنية و المتظاهرين). * هل ما تعانيه ساكنة الفنيدق والمضيق وتطوان من ازمة اقتصادية، ينطبق على ساكنة بني انصار والناظور، ام هناك اختلافات بين المنطقتين ساهمت في تخفيف الازمة بإقليمالناظور؟ إن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها شريحة عريضة من المواطنات و المواطنين بالأقاليم الشمالية، تصدر من سراج واحد، ألا وهو "اغلاق المعابر الحدودية مع سبتة ومليلية و وفشل الحكومة في تدبير الأمور" ولا ينحصر على منطقة بدون أخرى، و اقصد هنا ان الأمر لا يتعلق فقط بالفنيدق و تطوان و الناظور و الدريوش بل كل شمال المملكة ، و جدير بالذكر أن إقليمالناظور سبق وأن انتفض على اغلاق المعابر وسوء تدبير الحكومة وكان ذلك في شهر شتنبر 2020 ، وجدير بالذكر ان هذه الأزمة الاقتصادية نتج عنها' هجرة واسعة لساكنة الشمال نحو مدن أخرى بالمملكة، أو الهجرة بركوبهم البحر الأبيض المتوسط الى الضفة الأخرى. * معلوم ان السلطات المغربية هي التي ترفض فتح معابر سبتة ومليلية لحماية الاقتصاد الوطني، في حين ان الثغرين المحتلين يعانيان من الاغلاق بشكل كبير، فهل ترى أن الاسبان سيدعمون قيام أي احتجاجات من اجل الضغط على المغرب؟ السلطات المغربية لم تعلن ابدا أنها اقدمت على اغلاق المعابر الحدودية قصد حماية اقتصادها، بل إغلاق المعابر الحدودية مع سبتة ومليلية يوم 13 مارس 2020 جاء بناء على اتخاذ الدولة للإجراءات الاحترازية من انتشار فيروس "كوفيد19" ، وأن الدولة ما فتئت تؤكد أن الأمور ستعود الى وضعها الطبيعي مباشرة بعد زوال مسببات حالة الطوارئ ، هذا يعني ان برنامج الدولة هو اعادة فتح المعابر الحدودية بين الثغرين المحتلين ومحيطهما عن قريب في الأشهر القادمة ، أما من جانب أن اسبانيا ستدعم قيام أي احتجاجات من أجل الضغط على المملكة المغربية فإنني استبعد تماما هذه الفكرة ولم يثبت لحد الساعة أي تحرك في هذا الاتجاه من أي جهة إسبانية.