شكرا. شكرا سعيد الناصري. شكرا لرجالك الأشداء. شكرا أيضا للهراوات التي كانوا يحملونها. شكرا لتكسيرهم دراجة الصحفي النارية. شكرا لحجز الهواتف. والكاميرا. شكرا للضرب المبرح. فقد كنا نسمع دائما أن مهنتنا هي مهنة المتاعب بامتياز. ولم نكن نصدق ذلك. إلى أن أثبتت لنا الأمر بالملموس. وبالتجربة. قمت بإنصافنا. شكرا. شكرا. ولكل من لا يزال يشك في أن الصحافة هي أخطر مهنة. وأنها متعبة. وممارسوها مهددون. فما عليه إلا أن يتفرج في ما فعلته بطاقم شوف تيفي. وفي وقت ظهر بيننا زملاء مبتزون فقد أعدت إلينا الاعتبار وفرشخت المهنة . ولكل من كان يعتبر الصحافة مهنة مريحة ولا مخاطر فيها. فقد رد عليه رئيس الوداد. وأكد له أنها الأخطر بين كل المهن. شكرا. شكرا. لقد حطمتهم يا سعيد الناصري. لقد انتصرت على صحافة القرب. وعلى الصحافة التي تتبع الإنسان مثل ظله. وفي وقت كانوا يتربصون بك. كما تقول. انقضضت عليهم. كنسر. وفي وقت كانوا ينتظرون وصول فوزي البنزرتي. فاجأتهم بفريق من الحرس الخاص. وسجلت عليهم هدفا قاتلا. وفي وقت حاسم. وجعلت منهم خبرا. ثم جئت بزملاء لهم. وبمواقع أخرى. لتتقصى ما حدث. وبعد ذلك ارتكبت خطأ في حقهم. خطأ تكتيكيا كما يقولون في عالم كرة القدم. ولن أسألك بكم اشتريت هؤلاء الرجال الأشداء. وهل محترفون. وهل هواة. وهل حصلت عليهم بهراواتهم. أم أنك وفرتها لهم. لزوم العمل. ولن أسألك ما قيمة عقودهم. وما مدتها. وهل انتهت مهمتم. وهل مستمرون معك. وهل معارون. وهل استلفتهم من هشام أيت منا. وهل أجانب. وهل مغاربة. وهل لهم وكيل أعمال. وهل هم انتدابات جديدة للعب في الفيلا. ولمواجهة الصحافة. لن أسألك عن أي شيء. كي لا يقع لي ما وقع لصحفي شوف تيفي. الذي صرح أنه مهني. ويتوفر على بطاقة المجلس. فلم تنفعه معك مهنية ولا بطاقة. شكرا. شكرا سعيد الناصري. فلولاك. لظل البعض يشكك في أننا مهنة متاعب. ولما صدق أصحاب المهن الأخرى أننا نخاطر بحياتنا من أجل القارىء والجمهور المتابع. وكمحلل رياضي. فأنا لا أتفق مع الخطة التي لعبت بها. وبدل أن تركن للدفاع. وبدل أن تنوم فريق شوف تيفي أما باب الفيلا. وبدل أن تتركه عرضة للبرد. وبدل أن ترحب بهم. وتغطيهم. وتكرمهم. وتستقبلهم في الصالون. كما تفعل مع باقي الزملاء. قمت بالهجوم عليهم. وبعد ذلك. وبعد أن ضمنت النتيجة. فرضت عليهم مراقبة لصيقة. وصرت متحكما في أطوار المقابلة. لكن هناك مباريات تربح ولا تلعب. ولا تهم فيها الطريقة. ولا يهم الإقناع. وهذا اختيار يحترم. يا سعيد الناصري. خاصة حين لعبت بدفاع متقدم وحامل للهراوات. مبعدا الخصم عن باب الفيلا. دون أن ينجح في تصوير أي هدف. ودون أن يوفق في الاقتراب من مربع العمليات. شكرا. شكرا. فقد كان كثيرون يظنون أننا لا نمارس المهنة كما يجب. وأننا لا نغادر مكاتبنا. وأننا لا نخرج إلى الميدان. وها أنت تنفي ذلك. وتعيد إلينا الاعتبار. وتضربنا. وتكسر وسائل عملنا. لكنها ضريبة المهنية. وضريبة نجاح موقع شوف تيفي. وضريبة أن تكون موقع الشعب. وضريبة الانتشار. وضريبة تواجد صحفي شوف تيفي دائما في عين الحدث. وفي المطلقة. وفي فعل الخيانة. وفي السرير. وفي النافذة. وفي باب الفيلا. وفي البار. وفي القلب. وفي المناضل. وفي الخبر قبل أن يقع. وفي حادثة السير. لكنها ضريبة التحدي. وضريبة أن تكون عين من لا عين له. وضريبة أن تعرف كل شيء. أما غير المهنيين. أما الذين لا يخرجون إلى الميدان. ولا يغادرون مكاتبهم المكيفة. فإنهم في مأمن. ولا يعتدي عليهم أحد. وكل هذا من أجل صحافة مغربية جديدة. وغير مسبوقة. صحافة مهنية. صحافة متاعب. صحافة تجدها دائما أمام الباب. صحافة تطل على المغاربة. ومن لم يغلق نافذته ومن لم يغلق سحاب بنطلونه ومن لم يلبس ملابسه ومن لم يهل عليه التراب في القبر فلا يلوم إلا نفسه. صحافة حاضرة في بيتك. وفي غرفة نومك. وفي حميميتك. وفي رأسك. وفي موتك. وفي حزنك. وفي فرحك. وفي عرسك. وفي مأتمك. صحافة سباقة. صاحفة مستبصرة. وتعرف أين ستجلس. وأين ستخون. وأين ستشرب. وأين ستنام. ومن سيزورك. صحافة ليل ونهار. صحافة لا تنام. صحافة في الباب. وفي الكوة. وفي الثقب. وبالطريقة التي رد بها سعيد الناصري على شوف تيفي وبالغضب البادي عليه وبفريقه المدجج بالهراوات نستنتج أنه يقدرها وعلى دراية بقوتها وبتأثيرها وأنه ظل طويلا يعاني منها ومن مهنيتها كما نستنتج أن الأمر لا علاقة له بالمدرب التونسي فوزي الينزرتي ومن هذا المغفل الذي يغامر من أجل البنزرتي وهل البنزرتي خبر. بعد أن جاء إلى المغرب مليون مرة. وغادر أندية المفرب مليون مرة. بل الأرجح أن شوف تيفي كانت على وشك تصوير سكوب القرن. وأن شخصا أكثر أهمية كان سيدخل من الباب. شخصا مثيرا. شخصا حال الناصري ورجاله الأشداء دون أن نتعرف عليه فمن يكون من يكون يا شوف تيفي من يكون هذا الشخص المهم يا سعيد الناصري. من هذا الشخص الذي تراجع في آخر لحظة ولم يوقع ولم يقترب من الباب كي لا ينكشف أمره. وكي لا تكتب عنه شوف تيفي: اكتشفوا من دخل إلى منزل الناصري بعد منتصف الليل. من. من. من هذا الشخص الذي غامرت من أجله شوف تيفي وتعرضت بسببه للاعتداء. وانتظرته لكنه لم يأت.