قصص البنيتات إكرام ومريم اللي تعرضو للاغتصاب وواليديهوم سمحو للمغتصبين كيقطعو فالقلب صراحة، لذلك كنتساءل فعلا كيفاش ممكن لواليدين كيبغيو بنتهم بالصح يساهمو فمعاناتها غير باش يرضيو العائلة والجيران؟ واش العائلة والجيران أهم ليهم من كبدتهم؟ كيفاش كيعطي للواحد ضميرو يسمح لواحد اغتصب بنتو اللي ماعندهاش حتى 10 سنين كاملة خوفا من الشوهة والعيب والهضرة دالناس؟ هذ الجيران واش كيدخلو عليهم القفة مثلا؟ واش حياتهم كاملة مرتبطة بيهم وبرضاهم؟ واش كاينة شي قوة قاهرة أخرى كتحتم عليهم هذ التنازل؟ الاغتصاب هو من أفضع الحاجات اللي ممكن توقع للإنسان، وخصوصا القاصر اللي كيكون مازال مافاهم والو فالحياة، ومعروف كيف ما كيأكدو علماء النفس والتحليل النفسي كاملين بللي الطفولة وأحداثها ووقائعها هي اللي كتحدد شخصية الناس فاش كيكبرو، وبالتالي فأي صدمة نفسية كيف ما كان نوعها فالصغر كيمكن تأثر على الإنسان فكبرو وتدير ليه أزمات وعقد كبيرة بزاف، فما بالك بالاغتصاب !! هذشي واقيلا معظم الآباء ماعارفينوش، أو واقيلا ماكيهمهومش بقدر ما كتهمهم شي حاجة كيسميوها هوما "شرف العائلة"، بمعنى يقدرو يتسترو على اغتصاب ولادهم، وخصوصا البنات، باش مايتفضحوش فالحومة وعند باقي أفراد العائلة، ويوليو "شفايا وضحكة قدام الناس"، وكيزيدو على بنتهم ألم على ألم فاش كيبززو عليها باش تسكت، حيت كيعتبرو هذشي "حشومة"، وباش ما يدي خبارهم حد. صنف آخر من العائلات مكيهموش فعل الاغتصاب كفعل، أو مكيتسوقش ليه، ودغيا كيسامحو المجرم إلى عرفو، من خلال شهادة طبية أو ديكلاراسيون ديال طبيب، بللي البكرة ديال بنتهم مامقيوساش، بمعنى أن أهم شيء عند بنتهم فنظرهم هي داك الجليدة اللي بين رجليها، وماشي كرامتها وصحتها النفسية وحياتها ككل، وعند بالهم واخا تغتصبات راه عادي، وغادي يمكن تتزوج فالمستقبل، وهكذا فمكاين حتى مشكل حيت حتى شي واحد ماغيهضر فيهم المشكل أن هذ البنت إلى كبرات ووعات وعرفات بللي والديها سمحو فحقها ودمرو ليها حياتها وسولاتهم علاش، كاين منهم اللي غيقول ليها بللي هذشي كان ف"مصلحتها".. فين هي المصلحة فالتطبيع مع اغتصاب طفلة ونهش لحمها؟ فين المصلحة فالعفو عن المغتصب لأنه لعب بيها ودمر طفولتها فقط حيت ماقاصش ليها البكرة؟ واش هذ الناس عندهوم وعي بمفهوم الاغتصاب؟ وشنو كيعني؟ ودرجة الألم اللي تسبب المغتصب لديك البنت واللي خاصو يتحاسب عليه وماتحاسبش؟ اللي كيفضلو كلام الناس والجيران ويخافو من الشوهة على حساب كرامة بنتهم، واللي كيختزلو شرفها فمجرد جلدة بين الرجلين، أنانيين وانتهازيين، وكيفكرو فراسهم وفالناس و"السمعة" ديالهم، ومكستحقوش أصلا يكونو واليدين، وماكيختلفوش بزاف على الوالدين اللي كانو كيدفنو بناتهم وهوما حيين فالجاهلية خوفا من "العار"، ولذلك بزاف عليهم يكونو واليدين !!