حزنت جدا في يوم يفترض انه عيد في وطني، يوم يذكرنا بملحمة غالية وغير مسبوقة في التاريخ السياسي الحديث انه عيد المسيرة الخضراء اليوم الذي استرجعنا فيه الجزء الاكبر من صحرائنا من منا لم يشارك احد افراد اسرته الصغيرة او الكبيرة القريبة او البعيدة في هذه المسيرة وهذا الحدث التعبوي الضخم الذي ما يزال عائده يسري بيننا سبب حزني هو خبر استقالة الدكتور محمد جبرون من حزب العدالة والتنمية اطلعت على الخبر عبر مواقع اليكترونية لسبب بسيط هو ان نص الاستقالة منشور على حائطه على الفيسبوك وانا كنت من الذين طردهم من حائطه ذات اختلاف استمر الى اليوم حزين جدا لمغادرة المفكر والمؤرخ جبرون سفينة حزبنا حزين لانه انتبه متأخرا الى انه عضو في هيأة مجالية للحزب وانتبه الى ان محمد خيي الخمليشي المناضل الصلب في وجه السلطوية في احدى قلاعها هو مسؤوله المحلي خيي نفسه هو الذي رفضت اغلبية الامانة العامة للحزب إلحاقه بها بعد اقتراح من طرف الاستاذ بنكيران حسب ما نشرت الصحافة المهم ان الاخ جبرون تذكر انه عضو في حزب خاض معارك سياسية طاحنة مع التحكم انتهت بالانتصار عليه بقيادة الاستاذ بنكيران حزين جدا ان حزبنا سيضل الطريق وسيفقد البوصلة وسيُترك في مواجهة مصيره المحتوم في صحراء التحكم حزين جدا لان عقلنا الاستراتيجي سيتفكك او ربما سيذهب من سيفكر لنا بطريقة اخرى بعد رحيل جبرون من سيرسم لنا معالم الطريق من سيكون نبراسا لشبابنا ومن أين سنستلهم اصول التضحية من أجل المشروع ومن أجل بنكيران من منا سيتهم أميننا العام وزعيمنا على رؤوس الاشهاد ويحمله المسؤولية السياسية عن تعثر مشروع الحسيمة منارة المتوسط من سيقول في لقاءات علنية وحوارات صحافية ان بنكيران يقود حزبنا الى الهاوية من سيمدح الياس العماري جهارا نهارا بيننا لم يعد بيننا باحث وأكاديمي رصين من سيفتش في التاريخ وفي الفكر السياسي ليهدينا نظرية جديدة تحل أزمة مواجهة الاستبداد والفساد التي أدخلنا اليها بنكيران فأصبحنا بفضلها الحزب الاول في البلاد ماذا سنفعل يا الهي ب 200 مجلس جماعي نسير من خلالها شؤون ثلثي مواطني هذا البلد ماذا سنفعل ب 125 مقعدا في البرلمان التي نرأس بفضلها حسب الدستور الحكومة ونساهم في تدبير الشأن العام الوطني ماذا سنفعل ونحن على بعد اسابيع معدودة من مؤتمرنا الوطني هل نحل حزبنا هل نسلمه الى التحكم هل نتفاوض مع التحكم ليقترح علينا امينا عاما بلا لون ولا طعم ولا رائحة هل نعتذر للبام ولادريس لشكر ولاخنوش هل نعتذر لمن هزمناهم انتخابيا وعموما هذه الاعتذارات مقدور عليها لكن كيف سنتعذر للشعب الذي وثق في حزبنا وتحدى الضغط والترهيب وبالمناسبة لم اسمع يوما الأخ جبرون وهو يتحدث عن الشعب هل مبلغ بحثه العلمي هو الحديث عن السلطة وعن الدولة هل الشعب لا وجود له في قاموس البحث العلمي والاكاديمي هل التاريخ لاصحاب السلطة فقط الم يكن للشعوب مكان في هذا التاريخ الذي يبحث فيه الاستاذ جبرون حزين جدا لمغادرة جبرون رغم الاختلاف الكبير معه لا يخفف من وقع هذه الاستقالة سوى ان بائع الحرشة في حينا سألني مساء نشرها، وانا أمد إليه خمسة دراهم ثمن ما اشتريته منه : وا استاذ ماتفرطوش لينا فبنكيران… !!