تزامنا و الزيارة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمنطقة ،و حلوله بكل من إسبانيا و موريتانيا ثم تندوف في انتظار منطقة "بئرلحلو" و الجزائر، يبدو ان إعلام جبهة البوليساريو جد متشائم من هذه الزيارة، حيث أسهبت عديد المنابر الإعلامية المحسوبة عليه في تحليلها، وإن اختلفت التوجهات بين من يطبل لقيادات الجبهة و من يستكين في انتظار زلة من قادة البوليساريو. هذا الإسهاب الواضح، تمخض عنه إجماع شبه كلي على أن بان كي مون حل بالمنطقة لتأدية واجب لا غير، بحيث استبعد الإعلام ان تعطي الزيارة أي دفعة للأمام لملف النزاع بالصحراء، و ذلك لعدة أسباب اولها حسبه، أن صلاحيات بان كي مون أو أي امين عام آخر لا تتعدى التعبير فقط "الهدرة" نظرا لصلاحياته المحدودة وتراجع ادوار الأممالمتحدة على الصعيد العالمي فيما يتعلق بتدبير الأزمات، و ثانيها ان مشكل الصحراء بالنسبة للامم المتحدة لا يعدو أن يكون ثانويا لا غير، لسبب وجيه وهو أن العالم خلال السنوات الأخيرة يعيش على وقع أزمات دولية و حروب أهم من هذا النزاع الذي عمر لأزيد من أربعين سنة متواصلة. من بين الأسباب أيضا و التي تحدث عنها ذات الإعلام أن بان كي مون يعلم جيدا أن الوقت قد فاته مادام لا يفصله عن الخروج من الأممالمتحدة سوى أشهر قليلة، لذا فذر الرماد في عيون العالم هبخصوص النزاع هي وسيلته الوحيدة لتسجيل موقف على حساب أطراف النزاع. في ذات الإطار فإن الأمين العام يعي جيدا أنه تورط مع مبعوثه الشخصي كريستوفر روس في صراع مع اطراف النزاع، ذلك ان المملكة المغربية فقدت ثقتها في مبعوثه إلى جانب أن البوليساريو تدرك تمام الإدراك أن الملف اكبر من روس نفسه.