أقام سكان كتالونيا (شمال شرق إسبانيا)، مساء أول أمس الأربعاء، أكبر سلسلة بشرية حتى الآن امتدت على مسافة طولها 480 كلم للمطالبة باستقلال كتالونيا عن إسبانيا. ونظرا لقوة الحدث، تطالب أطراف سياسية وإعلامية محافظة بضرورة تحرك الحكومة المركزية في مدريد لتفادي واحتواء موجة "الانفصال" التي وصفوها بالخطيرة. وفي الساعة الخامسة و14 دقيقة بالتوقيت الأوروبي رفع مليون و600 شخص أياديهم المتشابكة في سلسلة بشرية امتدت على مسافة 480 كلم من أقصى شمال كاتالونيا في بلدة بيتروس المتاخمة لفرنسا إلى أقصى نقطة في الجنوب ألكنار المتاخمة لإقليم فالنسيا الإسباني. وجرى اختيار الخامسة و14 دقيقة (17.14) لأنه يرمز إلى 1714سنة تاريخ ضم اسبانيا منطقة كتالونيا وعاصمتها برشلونة بالقوة إلى المملكة الإسبانية. وقللت الحكومة من هذا الرقم وتحدثت عن مشاركة نصف مليون فقط. وردد المشاركون، في هذا اليوم المعروف ب "ديادا" بمثابة عيد وطني لكتالونيا، شعارات تطالب باستقلال كتالونيا عن إسبانيا وبحقهم في تأسيس دولة خاصة بهم منفصلة عن المركز مدريد، وأصروا على ضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير خلال السنة المقبلة على شاكلة اسكوتلندا التي بدورها ستجري استفتاء تقرير المصير، خلال شتنبر المقبل. وشارك آلاف المغاربة في هذه السلسلة البشرية، ويقول ناشط من المشاركين أن السلسلة مرت بالمدن والبلدات الزراعية التي بها تواجد للجالية المغربية، وبحكم أن الأجواء كانت احتفالية لأن 11 سبتمبر يصادف اليوم الوطني لكتالونيا، فقد شارك المغاربة بكثافة. وتبقى المشاركة المغربية المثيرة للجدل خلال الأيام السابقة أن القميص الأصفر الذي ارتاده المتظاهرون جرى تصنيعه في مدينة الدارالبيضاء المغربية، وكشفت الصحافة عن قرابة مليون ونصف مليون قميص. وتعتبر هذه السلسلة البشرية ربما الأكبر من نوعها في التاريخ السياسي، وهي تشكل تحديا حقيقيا للدولة الإسبانية التي لم تجد بعد الصيغة المناسبة لمواجهة هذا التحدي، لاسيما وأن استطلاعات الرأي الأخيرة ومنها ما نشرته إذاعة كادينا سير أول أمس الأربعاء تشير إلى أن 52 في اتلمائة من سكان كتالونيا يرغبون في الانفصال عن إسبانيا.