" بعودته بالتعادل من قلب برشلونة، يكون فريق ريال مدريد قد حافظ مؤقتا على وحدة اسبانيا الترابية".. هكذا علقت إحدى الصحف الإسبانية عقب نهاية أكبر كلاسيكو مسيس في تاريخ المواجهات بين الغريمين منذ ثلاثينيات القرن الماضي . قرابة 100 ألف متفرج التي احتشدت ب" الكامب نو " صانعة بالألوان الصفراء و الحمراء راية عملاقة لإقليم كطالونيا ، هتفت في الدقيقة 17 و 14 ثانية بصوت واحد و بكلمة واحدة .. الإستقلال . لقد اختار الكطلان هذا التوقيت بالضبط لأنه يعني حدثا عظيما في تاريخهم .. سنة 1714 حاولت كطالونيا الإنفصال عن حكم أسرة دي بوربون لكنها فشلت بعد هزيمة لازال يخلد الإقليم ذكراها في شتنبر من كل سنة و المعروفة ب " ديادا كطالونيا " .. الفريق الملكي ريال مدريد برمزيته للعرش الإسباني و بتربيته الفرانكاوية الخالصة لم يكن مسموحا له أمس أن ينزل يديه ليتلقى الضربات من " الجمهوريين " .. لقد أعد العدة و جهز كل أسلحة التركيز على مفاجأة خصم مضغوط برياح السياسة .. لقد كان يدرك أن البارصا و جمهورها و ساكنة الإقليم سيستغلون جلوس 400 مليون من المشاهدين أمام شاشات التلفاز ليمرروا رسالتهم القوية للعالم بأسره .. " لم يعد ممكنا أن نستمر في ركوب سفينة قد تغرق في أية لحظة " .. لقد استطاع الأبيض أن يخرج نقيا من سواد هزيمة كانت ستزيد من إعلاء شأن الغريم كرويا و من هالته القومية سياسيا .. لقد أدى مهمته بنجاح في انتظار أن يقوم السياسيون " الوطنيون " بدورهم في كبح جماح الكطلان الذين بدؤوا عمليا إجراء ات الطلاق عبر عزمهم تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الإقليم .. الكطلان قوم يتميزون بالعناد و لا شك أن حكومة مدريد مطالبة بابتكار خطط تكتيكية أكثر فعالية لهزم طموح الإنفصاليين ، فالدفاع عن الوحدة الوطنية لا يمكن اقتباسه من خطط ماورينيو الدفاعية العقيمة .