سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العثماني يرد على العمراني: وزارة الخارجية لها رأس واحدة هو انا. وزير العدالة والتنمية ممتعض من تسريبات الصراع الخفي بينه وبين دوائر النفوذ داخل الوزارة ويفقد السيطرة
رد وزير الخارجية سعد الدين العثماني على التسريبات الأخيرة التي أفادت وجود صراع خفي بينه وبين الوزير المنتدب في الخارجية، يوسف العمراني، خاصة ما تعلق منها بحديث الأخير " لدى الأوساط الغربية الأمريكية أساسا" على أنه الوزير الفعلي للخارجية، ورفض جون كيري، كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، استقبال الوفد المغربي في واشنطن دونا عن وزير الخارجية العثماني. واختار العثماني جريدة "التجديد" التابعة للجناح الدعوي لحزبه من أجل الرد على هذه التسريبات التي جعلته ينتفض ضد مستشار الملك الطيب الفاسي الفهري في وقت سابق، ويسأله "عمن يكون وزير الخارجية".
ورغم أن العثماني نفى في تصريحات سابقة كل هذه التسريبات، إلا أن حواره ل"التجديد" يكشف، ما بين السطور، صحتها و أن وزير خارجية بنكيران، ممتعض من "محاولات تهميشه" من لدن دوائر النفوذ العليا التابعة للقصر، عبر "ضرته" داخل الوزارة يوسف العمراني، الذي يسابق الزمن من أجل إبراز ذاته أكثر على الواجهة الدبلوماسية على حساب وزير العدالة والتنمية، إلى درجة غاب معها التنسيق بين الوزيرين في عدد من الملفات والتصريحات، رغم أنه يفترض حسب القانون والدستور، أن يعمل العمراني، سليل العائلة الفهرية، تحت إمرة العثماني، وهذا ما حاول الأخير تمرير رسائله المشفرة في حواره مع "التجديد". إذ أكد سعد الدين العثماني في الحوار ذاته على أن "وزارة الخارجية لها رأس واحدة كما هو الحال في كل الديمقراطيات عبر العالم وهو وزير الخارجية"، مضيفا بالقول " إلا أن طبيعة الآلة الدبلوماسية التي تشتغل دون توقف، وضرورة التواجد على عدة جبهات في نفس الآن، تقتضي اعتماد وزراء منتدبين أو كتاب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وهو أمر كان معمولاً به في المغرب قبل مجيئي إلى هذه الوزارة، ومعمول به في العالم ويمكن أن نستقي مثال أعرق الأجهزة الدبلوماسية وأعني به الخارجية البريطانية، حيث يشتغل إلى جانب وزير الخارجية وزراء دولة مكلفون بمناطق جغرافية كالشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثلاً. نفس الشيء في الولاياتالمتحدة وروسيا مع اختلاف في التسميات فقط حيث يتخذ الوزير إلى جانبه مساعدين أو نواباً"، قبل أن يختم العثماني بالتأكيد على " أن ما يتداول في الصحف أحياناً يبقى مجرد تخمينات أو تأويلات" وهي عبارة غنية عن كل تعليق وتفيد أن العثماني ممتعض من تسريبات العمراني وتحركاته التي تلتقط "تأويلاتها"، من طرف الصحافة، في الكثير من الأحيان على أنها تهميش لوزير الخارجية.
من جهة أخرى، نفى العثماني ما جرى تداوله أخيرا من كون رئيس الحكومة غاضب منه بسبب عدم إخباره بطلبات بعض الزيارات، مؤكدا أن الأمر يخضع لمساطر وآليات سابقة على قدومه للوزارة، وهو ما يفيد أيضا أن وزير الخارجية يمرر رسائله لبنكيران نفسه، من أن الزيارات تخضع لمنظومة من الاجراءات، التي لربما تخرج عن سيطرته، وفي هذا الصدد يتضح جيدا أن العثماني فاقد للسيطرة على الرؤوس الكبرى داخل وزارة الخارجية بايعاز من العمراني الذي يسيطر على الإدارة ويتحكم في خيوط القناصل والسفراء ورؤساء الأقسام والمصالح....بدغم سليل العائلة الطيب الفاسي الفهري.