بدأت تسريبات صحفية تتكلم عن حرب شعواء تدور بين مستشاري الملك النافذين و بعض وزراء العدالة والتنمية. الحرب الأولى تجري رحاها بين كل من المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري، ووزير الخارجية الإسلامي سعد الدين العثماني ويقودها بالوكالة عن المستشار الملكي يوسف العمراني الوزير المنتدب في الخارجية. هذه الحرب ابتدأت لما قام سعد الدين العثماني بتهميش الكاتب العام للوزارة ناصر بوريطة وأهم مديري وزارة الخارجية اللذين يتهمهم سعد الدين العثماني بالولاء للطيب الفاسي الفهري. وأسرت مصادر عليمة “للمستقل” بأن هذا الصراع الذي خرج اليوم إلى العلن كان منتظرا وذلك نظرا لطبيعة شخصية الطيب الفاسي الفهري الذي لم يستسغ أبدا خروجه من أضواء وزارة الخارجية إلى ظلال القصر الملكي. الطيب الفاسي الفهري سبق له أن خاض في السابق حربا ضروسا ضد وزير الخارجية الأسبق محمد بنعيسى والتي انتهت بهزيمة هذا الأخير وإحالته على التقاعد السياسي. من جهة أخرى أفادت مصادر للمستقل بن مصطفى الخلفي يواجه حربا حقيقية من طرف مديري القنوات العمومية المعروفين بقربهم الشديد من المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة. فسميرة سيتايل، أصبحت اليوم تهاجم بشرسة حكومة العدالة والتنمية ولا تألوا جهدا في انتقادها بشكل علني. أما فيصل العرايشي فإنه لا يخفي تذمره من دفاتر تحملات مصطفى الخلفي ويصفها بأنها السبب وراء الأزمة الخانقة التي تمر منها قنوات القطب العمومي. وزير إسلامي آخر يبدوا أنه أيضا يعاني من “تسلط” المحيط الملكي. فادريس الأزمي الوزير المكلف بالميزانية يخوض حربا حقيقية في كواليس وزارة المالية مع نور الدين بنسودة، الخازن العام للملكة والذي حسب برلماني العدالة والتنمية يقود الجناح المناهض للإصلاح. قيادة العدالة والتنمية ترى في نور الدين بنسودة، صديق الدراسة للملك محمد السادس عقبة كأداء في طريق الإصلاحات التي تريد الحكومة القيام بها. فهل حرب حزب الاستقلال مع حزب العدالة والتنمية غطاء لحرب حقيقية أشد شراسة تدور بين مستشاري الملك والوزراء الاسلاميين؟