لم يتأخر رد محمد دعيديعة في رد الصاع صاعين إلى رفاقه الذين انتقدوه داخل "الحزب الاشتراكي الموحد" لقبوله أن تسند له مهمة منسق المعارضة داخل مجلس المستشارين، علما أن المعارضة داخل هذا المجلس تتشكل أساسا من حزب "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة" و"الاتحاد الدستوري" وهي الأحزاب التي يعتبرها "الاشتراكي الموحد" هئيات إدارية ومخزنية. وفيما نفى دعيديعة أن يكون يمثل، بالصفة، "الاشتراكي الموحد" أو أن يكون تحدث باسمه، عبر، في تصريح خص به "كود"، عن أسفه لما "وصلته السياسة من بؤس"، منتقدا، بشدة، ما وصفه ب"قصور النظر عند البعض"، في إشارة إلى رفاقه داخل "الاشتراكي الموحد"، الذين اعتبروا أن ما أقدم عليه دعيدعة بقبوله مهمة منسق المعارضة داخل مجلس المستشارين "لا علاقة له بمواقف الحزب ومبادئه وأخلاقياته النضالية"، وفق ما جاء في بلاغ أصدره "الاشتراكي الموحد"، الذي أشار إلى أن "الهيئات الحزبية المختصة ستتخذ الإجراءات التي تراها ملائمة بشأنه"، فيما يمكن اعتباره تلميحا إلى احتمال طرد دعيديعة من الحزب.
دعيديعة قال ل"كود" إنه لا يمثل الحزب داخل المجلس، بل يمثل نقابة، مشددا على أن قبوله مهمة منسق المعارضة أملتها قناعاته الفكرية والعقدية، وكان أمام خيارين، إما أن يصطف إلى صفوف الحركة الحداثية ديمقراطية وإما أن ينخرط في صفوف المدي الأصولي الرجعي، في إشارة إلى حزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة. وقال "انخرطت في الخيار الأول الذي يوجد ضمنه أيضا "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" وهو الحزب الذي يشكل امتدادنا النقابي في الفيدرالية الديمقراطية للشغل".