مصائب رئيس الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين، محمد دعيدعة، لا تنتهي.. فما أن هدأت عاصفة الفيلا بحي لوازيس، حتى لاحت عاصفة أخرى في الأفق، قادمة هذه المرة، من البيت الحزبي للمستشار البرلماني نفسه. المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد غاضب من تحركات دعيدعة وسط الغرفة الثانية و التي يراها رفاق نبيلة منيب منافية لفلسفة الحزب و لا تنسجم مع ورقته المذهبية. قيادة الحزب و في اجتماع أخير اعتبرت إطار التنسيق بين فرق المعارضة في مجلس المستشارين والذي أسندت مهمة التنسيق فيه لمحمد دعيدعة محاولة تهدف الى بث الخلط و الغموض في الحقل السياسي المغربي. المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، وانطلاقا من ما أسماه بتوجهات الحزب ومدونة السلوك، اعتبر أن ما أقدم عليه محمد دعيدعة، لا علاقة له بمواقف الحزب و"مبادئه وأخلاقياته النضالية". رفاق منيب لوحوا بإجراءات تأديبية محتملة بالقول أن "الهيئات الحزبية المختصة ستتخذ الإجراءات التي تراها ملائمة بشأنه". المجتمعون أول أمس الأحد، بقاعة عبد السلام المودن بالمقر المركزي للحزب ، أكدوا أن منظورهم للتغيير الديمقراطي وإسقاط الفساد والاستبداد، يتطلبان العمل على بناء جبهة واسعة تتشكل فقط من القوى الديمقراطية واليسارية والمنظمات الجماهيرية ومكونات المجتمع المدني دون سواها. التأكيد على حصر التنسيق مع الإطارات اليسارية والديمقراطية، في إشارة إلى رفض التنسيق مع الأحزاب التي اعتاد اليسار على وصفها بالإدارية، جاء انطلاقا من مقررات المؤتمر الوطني الثالث، الذي رسم الخط السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، كمساهمة نوعية، يضيف البيان، في تأطير التغيير الديمقراطي، في صراع مع المشروع المخزني المحافظ من جهة، ومع المشروع الأصولي المناهض للديمقراطية من جهة ثانية. وذلك من أجل بناء الدولة الديمقراطية الحداثية وإرساء قواعد الملكية البرلمانية، وفق بلاغ المعاتبين لرفيقهم. يشار أن محمد دعيدعة، كان عضوا سابقا بالمكتب السياسي للحزب، قبل أن تظهر علاقات توتر مع عدد من قيادي الحزب، ابتدأت بانسحاب المستشار من فريق الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على خلفية خروج الأخيرة من مجلس المستشارين و انخراطه في صفوف الفريق الفدرالي، إلا أن حدة الخلاف ارتفعت بعد الاعتراض على تمثلية دعيعدة لأرضية اليسار المواطن داخل إحدى لجان الحزب الاشتراكي الموحد بمناسبة مؤتمره الأخير.