يشكل حضور التعاونيات والجمعيات النسائية في المعرض الدولي للتمور بأرفود إضافة متميزة لفعاليات هذا الموعد السنوي وفرصة لتسويق والتعريف بمنتجات هذه التجمعات على المستوى الجهوي والوطني. وقد خصص لهذه التعاونيات والجمعيات القادمة من مختلف جهات المغرب ضمن قطب المنتوجات المحلية وقطب الرحبة، حيز هام في فضاء هذه التظاهرة الفلاحية، أثث بأروقة شهدت منذ افتتاحها إقبالا كبيرا من طرف الزوار المحليين والاجانب ، وحركة اقتصادية نشيطة شكلت مناسبة لأعضائها للانفتاح على العالم الخارجي . وتقول خليجة أولهماد، عضو بتعاونية "أفرا الفلاحية" بإقليم طاطا ، المتخصصة في معالجة وتلفيف وتسويق منتجات التمور ومشتقاته وتحويلها إلى مربى ممزوج بالأعشاب والفواكه، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التعاونية أفسحت المجال للنساء في الإقليم لتسويق منتوج يعتمدن في إعداده على وسائل بسيطة ويبعنه عبر التعاونية، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات مكنت عدد لا يستهان به من النساء العالم القروي بالخصوص من الاندماج السيوسيو-اقتصادي وإيجاد فرص للشغل. وأشارت إلى أن التعاونية، التي تأسست منذ سنة 2007، تشتغل على إعادة تدوير مخلفات النخيل وخاصة نوى التمر لما يحتوي عليه من عناصر فعالة ومفيدة عبر استعماله في مستحضرات التجميل تتزين به النساء علاوة على صنع القهوة من هذه المادة ، مبرزة أن المشاركة في هذا المعرض، هي مناسبة للتعرف على عارضين آخرين واستكشاف ما استجد في عالم الصناعة الغذائية في هذا المجال والبحث عن أماكن جديدة للعرض ولتسويق المنتوجات المحلية بالإقليم. أما حكيمة بن خريص، عضو بالتعاونية الفلاحية "المسيرة " بإقليم فكيك، فأكدت في تصريح مماثل أن مشاركة الجمعية، التي تضم 25 امرأة بالعالم القروي، في هذا الحدث الفلاحي يكتسي أهمية بالغة على اعتبار أنه يشكل مناسبة سنوية للاطلاع على أفكار جديدة وتجارب ناجحة في مجال التسويق، الذي يشكل عائقا أمام صمود هذا النوع من المقاولات الصغيرة جدا ، مشيرة الى أن الاكراهات على هذا المستوى ستظل مطروحة في غياب التأطير والدعم. وأضافت أن هذه التعاونية ذات النفع الاقتصادي تقوم من أجل الرفع من قدرات النساء العضوات بتنظيم دورات تكوينية وتحسيسية، معتبرة أن الانخراط في جمعيات وتعاونيات بالإقليم ساهم إلى حد كبير في تحسين وضعية المرأة وادماجها في النسيج السوسيو-اقتصادي. وأكدت أن التعاونية تسعى جاهدة إلى أن تكون مشاركتها في فعاليات هذا المعرض متميزة وذات قيمة مضافة "فالأمل يحدونا لكسب رهان الاشعاع وإثراء تجربتنا وتطويره قدراتنا لمواجهة المنافسة في هذا المجال". أما بالنسبة لفاطنة عريف، عضو تعاونية "كوم. افاسن" بفكيك ، المتخصصة في الصناعة التقليدية، فأبرزت من جانبها أن التعاونية التي تأسست سنة 2010 فتحت المجال للنساء للإسهام في تنمية المنطقة، مبرزة أن هذا الاطار الجمعوي يهدف بالاساس إلى اعتماد مقاربة تشاركية في التنمية الاجتماعية من خلال الاهتمام أكثر بالنساء وتطوير كفاءاتهن والأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ثقافة المنطقة. وأوضحت في تصريح مماثل أن التعاونية تشتغل على تنمية روح المبادرة لدى النساء وتمكينهن من تطوير قدراتهن الذاتية، عبر برامج محو الأمية والتكوين والتوعية، موضحة أن منتوجات الصناعة التقليدية من سعف النخيل (الطبكة والكسكاس والمكب والطرحة) التي تسهر النساء على صنعه يسوق بشكل منظم ، وهو الشيء الذي خلق عددا من الأنشطة المدرة للدخل ساعدهن على مواجهة متطلبات الحياة. وإن كان المعرض الدولي للتمور يشكل مناسبة لعرض نماذج ناجحة في مجال النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والمشاريع المدرة للدخل، الهادفة إلى محاربة الهشاشة وتنمية المرأة ، فإنه يعد كذلك فرصة لجمعيات وتعاونيات نسائية أخرى للاطلاع على هذه التجارب في أفق تحقيق الاشعاع على المستوى الجهوي والوطني. وفي هذا السياق أكدت عدة عارضات أن هذه التظاهرة الفلاحية، التي أضحت تقليدا سنويا راسخا يجسد في جوهره مخزون المنطقة الثقافي والحضاري والتاريخي، ستساهم دون أدنى شك في دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز الرواج السياحي بالمنطقة كما تتيح أيضا الفرصة لإلقاء الضوء على منتوجات محلية متنوعة وابتكارات جديدة في شتى المجالات المرتبطة بواحات النخيل نظرا لكونها تمزج بين الطابع التجاري والصناعي والتراثي والثقافي. يشار إلى أن الدورة الخامسة للمعرض الدولي للتمور بالمغرب ، المنظمة تحت شعار " الماء مصدر حياة واحاتنا..من أجل تدبير مستدام"، تشكل ملتقى لعقد اللقاءات وأرضية للتبادل بين مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي وخاصة سلسلة التمور والمساهمة في بعث دينامية سوسيو- اقتصادية بالمنطقة.