كان موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أول من أعلن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شمال غرب باكستان. فقد نشر وقائع العملية مباشرة عن طريق أحد المشاركين في الموقع. يتعلق الأمر، حسب "البي بي سي" بمهندس معلوميات يقيم في مدينة إبت اباد وقائع العملية التي نفذتها قوات كوماندوس أمريكية لحظة بلحظة دون أن يدري ما الغرض منها ومن هو المستهدف فيها. وعلم المهندس صهيب أطهر بحقيقة الأمر عقب إعلان الرئيس الأمريكي مقتل أسامة بن لادن رسميا وتفاصيل العملية. وكتب أطهر اعلى صفحته على موقع تويتر مساء الأحد " إن مروحية تحلق في أجواء إبت باد" مضيفا "وهذا الأمر نادر الحدوث". ثم كتب أطهر تعليقا جديدا بعد أن اهتزت نوافذ منزله جراء انفجار كبير " لقد وقع انفجار كبير واهتزت النوافذ ، أرجو ألا يكون الأمر بداية وضع بغيض". ثم نشر تعليقا آخر بعد أن تحدث إلى أصدقاء آخرين على شبكة الانترنت " بعض الأشخاص أونلاين يقولون إن المروحيات ليست باكستانية".
ثم تحدث أطهر عن سقوط إحدى المروحيات أثناء الهجوم قائلا " الناس يقولون إن المروحية لم تسقط بسبب عطل تقني، لقد سمعت تبادل كثيف لإطلاق النيران". ولم يكن موقع تويتر سباقا فقط في نقل وقائع عملية مقتل بن لادن بل احتل الصدارة أيضا في الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة. فقد كتب كيث ايربان مدير مكتب وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد على صفحته على "تويتر" "أن لديه معلومات من شخص جدير بالثقة بأن بن لادن قد قتل". وانتشر الخبر المؤلف من أقل من 140 حرفا بسرعة بالغة على شبكة الانترنت وذلك قبل ساعة من إعلان الرئيس باراك أوباما الرسمي عن نجاح القوات الأمريكية في قتل أسامة بن لادن
كهذا قتل بن لادن كشف الستار عن تفاصيل العثور على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتله في مجمع سكني محصن في بلدة أبوت آباد الواقعة شمال غرب باكستان. ويقع المجمع على بعد 800 متر من أكاديمية عسكرية تعد الأرقي في البلاد وكما يصفها المراسلون بأنها تشبه أكاديمية ساندهرست العسكرية في بريطانيا. كما يقع المجمع بالقرب من مقرات عسكرية للجيش الباكستاني ودائما ما تشهد المنطقة تواجد أمني مكثف ونقاط تفتيش. وبدأت العملية التي أسفرت عن قتل بن لادن في الخامسة والنصف مساء بتوقيت جرينتش واستغرقت 45 دقيقة فقط حبسما صرحت مصادر أمنية لبي بي سي". ووفقا لشهود عيان شارك في العملية ثلاث مروحيات وكانت تحلق بشكل مستمر فوق المجمع مما أثار ذعر السكان.
استهدفت عملية الهجوم المجمع الذي تبلغ مساحته 3 آلاف متر مربع ويحيط به جدران عالية يبلغ ارتفاعها 14 قدما وتحيطها أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة ويقع في منتصف المجمع بناية تتكون من ثلاثة طوابق. وبعدما هبطت المروحيات خارج المجمع هبط منها رجال وتحدثوا إلى السكان باللغة المحلية البشتو ثم طلب منهم إطفاء الأضواء وعدم مغادرة منازلهم. وبعد قليل سمع دوي إطلاق نيران كثيف وأسلحة ثقيلة.
وذكرت تقارير أن إحدى المروحيات التي شاركت في العملية تحطمت أثناء الهجوم وذلك بعد تعرضها لإطلاق نيران. وذكرت وكالة اسوشيتدبرس للأنباء أن هناك بوابتين للمجمع الذي لم يكن مجهزا بخطوط هواتف أو خدمة الانترنت. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إنهم شاهدوا ألسنة نيران داخل البناية بعد انتهاء الهجوم وأضافوا أنه كانت هناك نساء وأطفال داخل المجمع. وصرح أحد السكان المحليين لبي بي سي بأن المجمع بني منذ 10 أو 12 عاما وبناه رجل من البشتون ولم يكن سكان المنطقة على علم بهوية ساكني المجمع. ونقلت اسوشتيدبرس عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قولهم إن البناية صممت بطريقة خاصة لإيواء "إرهابي". وأضافت أن الخبراء الأمريكيين بحثوا عمن يمكن أن يكون داخل مثل هذه البناية وقرروا أنه لا يمكن أن يكون شخص سوى بن لادن. وقد وصلت قوات الأمن الباكستانية إلى موقع الهجوم بعد نهايته وقاموا بمحاصرة وتأمين المنطقة