جاء الاتحاديون إلى فاس. وجاء عبد الإله بنكيران. وجاء التجمعيون. Loading Ad 00:00 / 01:10 Ad ends in 1m وكأن أحدا لم يجئ. وكانت هناك انتخابات جزئية في المدينة. و كانت هناك تجمعات. وحملات انتخابية. ومنافسة. لا أثر لها في الواقع. و لا في الشارع الفاسي. وكل ما حدث كأنه لم يحدث. و كل ما كانت تكتبه الصحافة. وما كان يظهر في الفيسبوك. كان فقط في الصحافة. والفيسبوك. وفي الصور. وفي الأخبار. ولم يتجاوز العالم الافتراضي. ولم يكن موجودا حقيقة. وكأننا الذين صوتوا في هذه الانتخابات قد فعلوا ذلك بشكل سري. وكأن الاتفاق كان أن لا يعلم أحد بأمر هذه الانتخابات. وأن لا ينتبه إليها أحد. حيث لا فرق بين من نجح ولم ينجح في انتخابات يمكن اعتبارها دليلا على موت السياسة في المغرب. وموت الأحزاب. فما جدوى انتخابات لا يعلم بها أحد في المدينة. ولا يهتم بمرشحيها أحد. و ما معنى أن يصوت الناس في القرية ولا يبالي الناس في المدينة بالمرشحين. ولا ينشغلون بهم. ولا يميزون بين الأحزاب التي ينتمون إليها. وهل تطورت التجربة الديمقراطية المغربية إلى أن أنتجت لنا المواطن الخفي. والانتخابات الخفية. والأحزاب الخفية. بنسبة مشاركة لا تبلغ العشرة في المائة. وكأن الأحزاب صارت تتوجه إلى الأشباح. و تنظم الحملات الانتخابية وتعقد التجمعات. لأن العادة تفرض عليها ذلك. وليس لأنها مقتنعة بضرورة مخاطبة الناس. وبإمكانية التأثير. وإقناع المواطن. أما المواطن فهو يرى مرشحه الذي صوت له متابعا. أو مسجونا. ولذلك اختفى بدوره ولم يعد يظهر له أثر. ولم يعد معنيا. ولا مهتما. لتصبح القرية المغربية هي الحاسمة. وهي التي ترسم الخريطة السياسية. وهي التي تحدد من ينجح. ومن يخسر. بينما لا يحدث شيء في المدينة. ولا يظهر أثر لحملة انتخابية في مدينة فاس. ولا أخبار عنها. ولا متابعة لها. حيث المرشح سري. والناخب خفي. وليس من السهولة العثور عليهما. ولا مشاهدتها بالعين المجردة.