لم تختلف ليلة عاشوراء هذه السنة عن غيرها من السنوات التي مضت ، نفس الوضع ونفس الطقوس تبدأ لتنتهي بشغب وما يشبه الانفلات الأمني في العديد من الأحياء والدواوير بدار ولد زيدوح . لا يمكنك في هذه الليلة أن تسلم من دخان " الشعالة " التي تنتشر في أغلب الأحياء، والتي يستعمل المشاركون فيها الاطارات المطاطية المثلفة ، ويفضل أغلبهم اضرام النار وسط الطريق العام مما يضطر مستعمليها من سائقي السيارات الى تغيير وجهتهم وتفادي المرور بالقرب منها في فضاء محفوف بالمخاطر . أغلب المواطنين عبروا عن أسفهم للانحراف الذي عرفته طريقة الاحتفال بليلة عاشوراء ، وتحولها من مناسبة احتفالية تخرج فيها الفتيات بالطعاريج والبنادير في شكل مجموعات للغناء على ايقاعات شعبية من الموروث الثقافي الذي طاله النسيان ، وكانت النار تشعل ليحتلق حولها الشباب وكان بعضهم يحاول اظهار مؤهلاتهم وقدراته البدنية بالقفز فوقها . لكنها تحولت الى مناسبة لاثارة الشغب واقلاق راحة الغير ، بطرق مختلفة أقلها قطع الطريق بواسطة العجلات المطاطية المشتعلة ، كما حدث ليلة أمس بدار ولد زيدوح ، أحداث الشغب هاته لم تسلم منها كذلك دوريات الدرك الملكي التي تعرضت للرشق بالحجارة من طرف شباب ومراهقين كانوا يتجمهرون حول الشعالة بأحد أحياء دار ولد زيدوح .