تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في إسبانيا، وصول وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس إلى مدينة مراكش للمشاركة في المؤتمر الدولي لمحاربة "داعش"، وخاصة، لمقابلة وزير الشؤون الخارجية المغربية ناصر بوريطة. وتأتي زيارة ألباريس للمغرب في خضم مزاعم ضد المغرب باستخدام برنامج "بيغاسوس" للحصول على بيانات من هاتفي رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز ووزيرة دفاعه مارغاريتا روبلس، مزاعم خصصت لها الكثير من الأقلام الصحفية الإسبانية الوقت والجهد الكبيرين لمحاولة إقرارها كأمر مؤكد قامت به الرباط ضد مدريد. وأشارت صحيفة "الاسبانيول" القريبة من أصحاب القرار في إسبانيا، إلى أن زيارة ألباريس ستكون لحظة مثالية لفك التوتر والضغط الذي تعاني منه حكومة مدريد منذ كشفها يوم الإثنين الماضي عن تعرض هاتفي مسؤولَيها للاختراق والتجسس. وأضافت الصحيفة الإسبانية في ذات السياق بأن وزير خارجية مدريد سيكون حاضرا بمراكش من أجل المؤتمر، بمعية ممثلين عن 80 دولة ومنظمة دولية، أبرزهم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكين. وأكدت بأن ألباريس سيعقد لقاء ثنائيا مع ناصر بوريطة على هامش المؤتمر، كان مقررا في الأول من أبريل الماضي لكنه أُجل بعد دعوة الملك محمد السادس لسانشيز في 7 أبريل لزيارة المملكة، حيث رافق ألباريس رئيسه في زيارة رسمية من المسؤولين الإسبان هي الأولى من نوعها إثر انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وتصاعدت حدة الاتهامات في وسائل إعلام إسبانية، خلال الأسبوع المنصرم، بشكل غير مسبوق ضد ما يعتبرونه "دلائل تتأكد كل يوم حول تجسس المغرب على 200 هاتف في إسبانيا تخص مسؤولين إسبان ومعارضين مغاربة ومحسوبين على جبهة البوليساريو وكذا صحفيين إسبان مهتمين بالشأن المغربي". ووصلت حدة الاتهامات لما وصفه العديد من المتتبعين إلى "خطاب كراهية" يشن ضد المغاربة في إسبانيا، حيث زعم تقرير من الصحيفة الاسبانية ذاتها، بأن المغرب لا يستخدم برامج الاختراق التكنولوجية فقط، بل يتجسس على المعارضين والصحفيين وحتى المسؤولين في إسبانيا باستخدام وسائل "ناعمة". واعتبر التقرير المبني على ما قالت كاتبته أنها شهادات لعميل استخباراتي إسباني سابق، أن النظام المغربي يستغل المساجد وسكان ثغري سبتة ومليلية وموظفي القنصليات المغربية وكذا السياسيين المغاربة المقيمين بإسبانيا بالإضافة إلى أمنيين مغاربة يعملون، وفق اتفاق التعاون الأمني بين البلدين في مراكز الشرطة الإسبانية، للتجسس. وأردف التقرير ذاته بأن المغرب يحرك هذه "الوسائل" فضلا عن جماعات ضغط، لاختراق العمق الإسباني والتجسس على معارضي النظام الملكي في المغرب والصحفيين العاملين في المغرب سابقا أو المهتمين بالشأن المغربي.