قال تقرير لصحيفة "إلباييس" الإسبانية إن هاتف وزيرة الخارجية السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا، قد تعرض للاختراق في ماي من سنة 2021، أي بعد أن جرى السماح لزعيم جبهة "البوليساريو" بالدخول إلى إسبانيا الأمر الذي أدى إلى أزمة دبلوماسية مع الرباط، لتكون بذلك ثالث مسؤولة حكومية يتم الحديث عن تعرضها للتجسس بعد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس، مع ربط الأمر بالمشاكل المتفاقمة حينها مع الرباط. وقالت الصحيفة واسعة الانتشار نقلا عن مصادر حكومية، إنه حينما كانت الأزمة في ذروتها بين مدريدوالرباط تعرض هاتف غونزاليس لايا للاختراق، وهو الأمر الذي أكده تقنيون في جهاز المخابرات لكن دون تحديد البرنامج الذي تم ذلك بواسطته، ما يعني أنهم لم يستطيعوا إثبات استعمال برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي الذي اتهَمَ تحقيق استقصائي العام الماضي المغربَ باستخدامه لاختراق رؤساء دول وحكومات والعديد من المسؤولين الرسميين. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها هاتف وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة للاختراق، ففي غشت من سنة 2020 تعرض هاتفها إلى جانب هاتف وزير العدل كارلوس كامبو للهجوم السيبراني، وحينها أيضا لم يتم التوصل إلى هوية الجهات التي تقف وراء ذلك، لكن لم تُوجه أصابع الاتهام إلى المغرب بل إلى إلى الرئيس السابق لحكومة إقليم كتالونيا كارليس بوجديمونت، بحكم صراعه مع مدريد من أجل الانفصال وأيضا لعلاقاته القوية مع إسرائيل. وحاليا، فتحت المحكمة الوطنية الإسبانية تحقيقا في الأمر استنادا إلى شكاية حركتها النيابة العامة، وذلك بعد أن تأكد أن اختراق هاتف رئيس الوزراء ووزيرة الدفاع قد أدى إلى تحميل ما مجموعه 2,6 جيغابيت من المعلومات، وسط تحذيرات تقنية من أن الوصول إلى الفاعل الحقيقي لن يكون سهلا على غرار إثبات جرائم غسيل الأموال، نتيجة استخدام العديد من الوسائط التي تجعل أمر التتبع صعبا، لكن القلق السائد أيضا يتمثل في مدى أثر هذه على العلاقات الدبلوماسية مع المغرب. وبعد أقل من شهر على زيارة سانشيز إلى الرباط ولقائه بالملك محمد السادس، والخروج ببيان مشترك أنهى أزمة دبلوماسية مُعلنة استمرت منذ أبريل من سنة 2021، أكد الوزير المكلف بشؤون رئاسة الوزراء، فيليكس بولانيوس، أن هاتف رئيس الوزراء ووزيرة الدفاع تعرضا بالفعل للاختراق في ماي ويونيو من العام الماضي، لكن دون توجيه أي الاتهام لأي طرف، إلا أن وسائل الإعلام الإسبانية ربطت الأمر مباشرة بالمغرب وباستخدامه المحتمل لبرنامج "بيغاسوس".