أنهى البنك الشعبي المركزي أول أمس الخميس، مشروع شراكته مع المجموعة المالية الدولية «SFI»، فرع مجموعة البنك الدولي، بالتوقيع على اتفاقية حيازة هذه الأخيرة لحصة 5 في المائة من رأسمال المؤسسة البنكية الوطنية، في صفقة ناهزت قيمتها 204 ملايين دولار . واتخذت العملية شكل عملية لرفع رأسمال البنك الشعبي عبر إصدار أسهم جديدة، تستثمر بموجبه «الشركة المالية الدولية» حوالي 53.8 مليون درهم، والصندوق الاستثماري «IFC Capitalization Fund» ل 127.5 مليون دولار و»Africa Capitalization Fund» لما قيمته 22.7 مليون دولار، لامتلاك حصة مشتركة في رأسمال البنك بقيمة 5 في المائة، وذلك من أجل مواكبته في توسيع نشاطاتها ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب وبدول إفريقيا جنوب الصحراء. وسيتمكن البنك الشعبي عبر هذه الشراكة الاستراتيجية، يسجل محمد بنشعبون، الرئيس المدير العام للبنك، «من الحصول على رؤوس أموال لأمد طويل من أجل تنمية أنشطتنا في المغرب وبالدول الإفريقية، زيادة على تدعيم الاستثمارات العابرة للحدود، وتسهيل الاندماج الاقتصادي والمالي بالمنطقة»، مضيفا خلال لقاء صحفي، أن الاستثمار الجديد يعتبر شهادة ليس فقط على جاذبية البنك الشعبي المركزي، ولكن أيضا على ثقة المستثمرين الأجانب في المغرب، خصوصا وأن العملية تعد الأكبر من نوعها بالنسبة للشركة المالية الدولية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». ويندرج الاستثمار الجديد للمجموعة المالية الدولية، يؤكد مؤيد مخلوف، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن الجهود المبذولة من طرف المجموعة من أجل إنعاش التنمية الاقتصادية بالمنطقة، عبر دعم مقاولات القطاع الخاص»، وقال خلال اللقاء ذاته، «إن الامتداد الجهوي للبنك الشعبي المركزي سيكون له انعكاس على مستوى استفادة المقاولات الصغرى والمتوسطة من التمويلات، التي تعتبر العمود الفقري لكل اقتصاد، كما سيمكن من تحسين التنافسية، وتنشيط التنمية الاقتصادية بالبلدان التي هي حاجة ملحة لمثل هذه التمويلات». من جانب آخر، تأتي العملية الجديدة في سياق تمديد المساهمة في رأسمال البنك الشعبي المركزي إلى مؤسساتيين أجانب، والتي انطلقت ب «المجموعة الفرنسية البنك الشعبي وصندوق الادخار» (BPCE)، التي حازت 5 في المائة من رأسمال البنك عبر عملية لرفع رأسمال هذا الأخير، تمت من خلال إصدار 8 ملايين و224 ألف و241 سهما بقيمة 201 درهما للسهم في صفقة وصلت قيمتها إلى أزيد من 1.65 مليار درهم. تأتي هذه الشراكة، يضيف بنشعبون، «في مرحلة عرفت فيها مجموعة «البنك الشعبي»، تحولات عميقة إن على مستوى النشاط البنكي أو الحكامة، حيث عرفت كل مؤشراتنا تطورا مهما يعكس انخراط مؤسستنا في ديناميكية النمو التي تعرفها بلادنا ومصاحبتها للمشاريع المهيكلة التي فتحتها السلطات العمومية وذلك في إطار مقاربة تشاركية ومسؤولة». وفي هذا الصدد، واصلت المجموعة يسجل، «لعب دورها الريادي في مجال تعبئة الادخار، إذ وصل مجموع ودائع البنك إلى 180 مليار درهم، وتجاوزت مدخرات مغاربة العالم لدى المجموعة 70 مليار درهم، كما تمت مضاعفة قروض الاقتصاد ثلاث مرات، إذ فاقت 167 مليار درهم، في حين انتقل معامل الاستعمال من 45 إلى 90 في المائة، مترجما بذلك مساندتنا للاقتصاد الحقيقي». إلى ذلك، تعد «الشركة المالية الدولية» (SFI) مؤسسة تابعة للبنك الدولي، تتكلف حصريا بالعمليات المتعلقة بالقطاع الخاص. وتساعد البلدان الصاعدة على بلوغ نمو مستدام عبر تمويل الاستثمارات، وتوفير الخدمات الاستشارية للمقاولات والحكومات، وأيضا عبر تعبئة رؤوس الأموال بالأسواق المالية العالمية. و خلال سنة 2011 وفي ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي التي همت العالم أجمع، تمكنت المجموعة من استثمار 2.9 مليار دولار بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وما يزيد عن 19 مليار دولار عبر العالم. للإشارة، توجد « SFI Asset Management Company LLC»، التي تسير صندوقي «IFC Capitalization Fund» و»Africa Capitalization Fund» في ملكية «الشركة المالية الدولية»، وتمكن المستثمرين الأجانب من الاستفادة من خبرة «الشركة المالية الدولية» لتحقيق مردوديات قوية، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي للتنمية بالبلدان التي تستثمر بها.