وقع محمد بنشعبون، رئيس مجموعة البنك الشعبي بالدار البيضاء، على اتفاق استثمار بقيمة 204 ملايين دولار (حوالي 1.6 مليار درهم)، مع الشركة المالية الدولية، في شخص مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، مؤيد مخلوف، وكذا مدير القطاع المالي بالشركة المالية الدولية خواجة أفطاب أحمد. فباعتبارها عضوا في مجموعة البنك الدولي، قررت الشركة المالية الدولية IFC بمعية صندوقين تشرف على تدبيرهما «أسيت منادجمانت كومباني»، الاستثمار في البنك الشعبي المركزي، كمؤسسة مستقرة بالمغرب، من أجل مواكبتها في توسيع نشاطاتها ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب وبدول إفريقيا الساحلية. وقال بنشعبون، خلال حفل التوقيع المنظم يوم الخميس المنصرم، إن هذا الاستثمار سيمكن مؤسسة IFC والصندوقين اللذين تشرف على تدبيرهما، من امتلاك مساهمة مشتركة بنسبة خمسة في المائة في البنك الشعبي المركزي باعتباره رائدا في قطاع تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة، ودعم نمو البنك في المغرب وامتداده داخل دول إفريقيا الساحلية التي تشكل فيها الاستفادة من التمويلات تحديا كبيرا، خاصة بالنسبة إلى المقاولات ذات الحجم المتواضع، ويتعلق الأمر بالنسبة إلى مؤسسة الشركة المالية الدولية بأهم عملية مساهمة داخل مؤسسة بنكية مغربية. وستقوم مؤسسة IFC باستثمار 53,8 مليون دولار أمريكي (حوالي 432 مليون درهم)، وصندوق «إي اف سي كابيتاليزيشن فوند» بمبلغ 127,5 مليون دولار (حوالي 1 مليار درهم)، في الوقت الذي سيكون فيه استثمار صندوق «افريكا كابيتاليزيشن فوند» في حدود 22,7 مليون (حوالي 181 مليون درهم)، حيث تشرف على تدبير هذين الصندوقين «أسيت منادجمانت كومباني» باعتبارها شركة في ملكية IFC بنسبة 100 في المائة. وأضاف بنشعبون أن الشراكة مع «إي اف سي» ستمكن البنك الشعبي من الحصول على رؤوس أموال لأمد طويل من أجل تنمية أنشطته بالمغرب وبدول إفريقيا، واعتبر أن هذا الاستثمار شهادة، ليس فقط على جاذبية البنك الشعبي المركزي، لكن أيضا على ثقة المستثمرين الأجانب في المغرب. من جانبه، صرح مؤيد مخلوف، أن الامتداد الجهوي للبنك الشعبي المركزي سيكون له انعكاس على مستوى إمكانية استفادة المقاولات الصغرى والمتوسطة من القروض التي تعتبر العمود الفقري بالنسبة إلى كل اقتصاد، وسيمكن أيضا من تحسين التنافسية وتنشيط التنمية الاقتصادية. من جهته، صرح ماركوس بروجيس، مسؤول الصندوقين، أن هذا الاستثمار يعتبر مناسبة فريدة للتعامل مع بنك مغربي رائد داخل سوقه في الوقت الذي يعمل فيه على الامتداد سواء على المستوى الوطني أو على صعيد إفريقيا الساحلية، حيث يندرج هذا الاستثمار ضمن الجهود المبذولة من طرف «إي اف سي» على صعيد كل من الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية من أجل إنعاش التنمية الاقتصادية عبر دعم مقاولات القطاع الخاص، موضحا أنه، خلال السنة الفارطة، قامت الشركة المالية الدولية باستثمار 2,9 مليار دولار داخل المنطقة عن طريق عمليات تعبئة على وجه الخصوص. ولم يفوت بنشعبون الفرصة للتذكير بأن التوقيع على هذا الاتفاق يأتي في وقت تعرف فيه مجموعة البنك الشعبي تحولات عميقة سواء فيما يخص النشاط البنكي أو في ما يتعلق بالحكامة٬ مشيرا إلى أن تطور مؤشرات المجموعة يعكس مدى انخراط البنك في دينامية النمو الذي تشهده المملكة ومواكبته للأوراش المهيكلة التي تقوم بها السلطات العمومية في إطار مقاربة تشاركية ومواطنة. وأكد أن المجموعة عززت دورها الريادي في مجال تعبئة الادخار، إذ وصل مجموع الودائع إلى 180 مليار درهم بفضل عمل دؤوب على مستوى تعبئة الادخار المحلي٬ مع المحافظة على موقع البنك في تعامله مع مغاربة العالم الذين تجاوزت مدخراتهم لدى المجموعة 70 مليار درهم. ومن جهة ثانية أبرز بنشعبون أنه بالموازاة مع ذلك تمت مضاعفة قروض الاقتصاد ثلاث مرات، إذ فاقت 167 مليار درهم في حين انتقل معامل الاستعمال من 45 في المائة إلى 90 في المائة.