تحولت ليلة الفرح بالنسبة إلى هذا الشاب إلى ليلة نحس، حيث باغتته عناصر الشرطة في اللحظة التي كان يهيئ فيها نفسه لإحياء ليلة الزفاف.. وهكذا وجد العريس نفسه يقضي تلك الليلة خلف قضبان حقيقية عوض القفص الذهبي.. وتحول الفرح إلى قرح وانهارت العروس وأصيبت بهستيريا وهي تعاين يدي عريسها مصفدتين... أحالت مصالح الأمن بسطات، هذا الأسبوع، على الوكيل العام للملك باستئنافية نفس المدينة، شخصا وصف بأنه من أخطر العناصر المختصة في السرقة بالسلاح بحي «دلاس»، وذلك بتهم السرقة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض وحيازته بدون سند شرعي والضرب والجرح. واضطرت عناصر الأمن التابعة للأمن الولائي بسطات إلى الاستعانة بتعزيزات إضافية من أجل اعتقال هذا اللص المبحوث عنه، بعدما عمد أقاربه إلى محاولة منع الشرطة من اعتقاله في نفس اليوم الذي صادف ليلة زواجه. ووفق مصادر مطلعة، فقد تحركت مصالح الشرطة بعد توصلها بإخبارية تفيد بتواجد المعني المتورط في جرائم سرقة، داخل حمام عمومي بأحد الأحياء الشعبية بحي سيدي عبد الكريم الملقب ب»دلاس»، حيث كان يستحم رفقة أقربائه وأصدقائه استعدادا للاحتفال بزفافه الذي تنظمه عائلته بمناسبة زواجه من إحدى قريباته. وانتقلت على إثر هذه الإخبارية فرقة الأبحاث إلى مكان تواجد «ر.ح» البالغ من العمر 28 سنة، وتمت مراقبة مدخل الحمام إلى أن خرج العريس الملقب ب»ولد العوينة»، ليتم إلقاء القبض عليه، إلا أن عائلته وأصدقاءه لم يتقبلوا مشهد اعتقال الشاب العريس في ليلة زفافه. ونتيجة لذلك، تعرضت عناصر الشرطة للرشق بالحجارة، وقام العديد من الأقرباء والمدعوين إلى العرس بمحاصرة رجال الأمن ورشقهم بالحجارة وأكوام النفايات من أجل منعهم من اقتياد العريس إلى مقر الأمن. وأسفر هذا الهجوم عن إصابة أحد الحاضرين بجروح نتيجة الرشق. كما أرغمت هاته المواجهة عناصر الأمن على الاحتماء بأحد المنازل التي فر إليها العريس. وأبرقت الفرقة المحاصرة إلى المسؤولين من أجل إرسال قوات تعزيزية قصد مدها بالمساعدة، بالنظر إلى احتشاد العشرات من المتعاطفين مع العريس المبحوث عنه. وانتقلت إلى عين المكان عناصر أمنية إضافية من أجل تعزيز التدخل، ما مكن الفرقة من إخراج المعني بالأمر من المنزل الذي كان يختبئ داخله، حيث تم اقتياده إلى مصلحة الأمن من أجل تكثيف البحث معه. وحسب مصادر مطلعة، فقد اعترف الموقوف بالمنسوب إليه، حيث أقر بارتكابه للسرقة، وأنه يستعمل السلاح الأبيض، الذي تم حجزه بحوزته، في تهديد الضحايا لسلبهم ما لديهم. وجرت مواجهته بمجموعة من الضحايا الذين تقدموا بشكاوى بعد تعرضهم للسرقة، فتم التعرف عليه من طرف مجموعة منهم. وهكذا وجد العريس، الذي كان بصدد دخول قفص الزوجية، نفسه خلف قضبان حقيقية، حيث تم وضعه خلال نفس الليلة تحت تدابير الحراسة النظرية، بعد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية وإحالته على أنظار النيابة العامة لدى استئنافية سطات. وخلف اعتقال العريس ليلة دخلته حالة من السخط والفوضى داخل الحي الشعبي «دالاس»، وتعالت أصوات الشجب والاستنكار لدى الأقارب والمتعاطفين، فيما ظلت خيمة العرس منصوبة وسط الحي الشعبي وسط ذهول المدعوين. وأصيبت العروس الشابة بصدمة شديدة، حيث انخرطت في بكاء هستيري، في انتظار ما ستنطق به العدالة في حق عريسها الشاب الذي حرمته أفعاله من الفرح ب«ليلة العمر».