دشّن المغاربة هذا الأسبوع الدخول المدرسي الجديد لسنة 2012/2013 بحكومة جديدة ووزيري تعليم وتعليم عالي جديدين، وأصبح من حقنا التساؤل كمغاربة هل هناك من جديد يذكر. هل تغير شيء بين الدخول المدرسي 2011/2012 ودخول هذا العام ؟ وإذا لم يكن هناك أي تغير ملحوظ، فما الفائدة في قضاء العشرات من الأعوام داخل البرلمان في معارضة السياسات السابقة إذا كنا سنحتفظ بها كما هي بعد الوصول إلى كراسي الحكم ؟ وهل الحكومة الحالية كانت تحمل أصلاً تصوراً لسياسة تعليمية جديدة لتشرع في تنفيذه اليوم ؟ من حق المغاربة أن يتساءلوا عن مصير ابنائهم وهم يرون ارتجاليةً وتخبطاً في الأداء الحكومي على جميع المستويات، ولا يدرون ما ستؤول إليه الأمور هذا العام. هل سنعيش سلسلة من الاضرابات المفتوحة مرةً أخرى ويكون أبناء المغاربة هم الضحية ؟ هل فكرت الحكومة الحالية في أبناء المغرب العميق الذين يقطعون المسافات للوصول إلى المدارس ؟ هل فكرت الحكومة في أبناء العالم القروي الذين التحقوا اليوم بالإعداديات و الثانويات بعيداً عن أهاليهم ويلزمهم مأوى يبيتون فيه ؟ وهل فكرت الحكومة في الفتاة القروية التي تعاني في صمت من كل أشكال الاقصاء المجتمعي والفكري والديني ؟ ماذا قدمت الحكومة من جديد لرجال التعليم والأساتذة الجامعيين هذا العام ؟ وكم عدد المدارس و الإعداديات و الثانويات والكليات والمعاهد الجديدة التي تم افتتاحها هذه السنة ؟ وكم مدرسة ومعهد وبنية تحتية تنوي الحكومة بناءها هذه السنة ؟ وهل من مخطط للنهوض بالرياضة المدرسية والجامعية ؟ وهل فكرت الحكومة في المقررات الدراسية وملاءمتها لتطورات العصر ؟ وماذا عن تربية الناشئة على المواطنة وروح التطوع والبناء و الابداع ؟ من حق المغاربة أن يتساءلوا اليوم عن أداء الحكومة التي تسير شؤونهم، وهم يرون في كل يوم تناقضات خطيرة وتصريحات وزارية غير محسوبة. من حق المغاربة أن يطالبوا بردود واضحة وصريحة وهم يرون الكم الهائل من الخريجين العاطلين عن العمل، كيف تدبر الحكومة قضيتهم ؟ من حق المغاربة أن يستغربوا لغياب دور وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة، فهل اجتمع وزيري التعليم والتعليم العالي بوزيري الرياضة والثقافة لتدبير الدخول المدرسي والجامعي ؟ كيف يمكن النهوض بالرياضة المدرسية و الجامعية إذا كان الوزير المعني غير مهتم ولا ينوي الاهتمام بالأمر ؟ بل وكيف يمكن النهوض بالمسرح الجامعي والإبداع الفكري والفني داخل الجامعة ووزير الثقافة مُغَيَّبٌ ولم يفهم بعد لماذا عُيِّنَ وزيراً ؟ كل هذه التساؤلات تنتظر جواباً من حكومة التماسيح والعفاريت (طلبو التسليم). و في انتظار الأجوبة، ما على المغاربة البسطاء إلا أن يضعوا أيديهم فوق قلوبهم وأن ينتظروا تاريخ الاعلان عن أول اضراب في سلسلة الاضرابات المدرسية والجامعية ... والله يخرج العاقبة على خير !!