قالت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي، إن الظرفية الاستثنائية المرتبطة بمواجهة آثار جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19"، تطلبت مستوى عال من الوطنية والالتزام والتضامن والتعاون، والاجتهاد والإبداع الوطني الصرف لإيجاد حلول للتغلب على انتشار هذا الوباء ومواجهة تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية. واستعرضت المصلي، في كلمتها صباح الأربعاء 17 يونيو 2020، بالاجتماع الاستثنائي عن بعد للجنة المرأة العربية على المستوى الوزاري، حول « بحث آثار فيروس « كوفيد19 » على المرأة والفتاة، الفرص والتحديات »، مجموع التدابير والقرارات التي اتخذها المغرب، والتي بلغت أزيد من 550 إجراء، كتدابير لمواكبة تنفيذ الحجر الصحي، أو التخفيف من الآثار الاجتماعية والتداعيات الاقتصادية. وأكدت الوزيرة، في هذا الصدد، على تكييف مختلف البرامج مع الظرفية الجديدة، والتتبع المستمر لوضعية المواطنات والمواطنين المعرضين أكثر لخطر جائحة كورونا في إطار الاختصاصات الموكولة إليها، وتتبع المبادرات المجالية لضمان حماية الفئات الهشة من الإصابة بالوباء، مبرزة تأقلم الصناعة المغربية والوضعية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، وملاءمة إنتاجها مع الظرفية الحالية، عبر تعبئة آلياتها لتصنيع الكمامات والأقنعة. وأشارت المصلي، على الخصوص، إلى مختلف التدابير والإجراءات الاستعجالية لحماية الفئات الهشة، بما فيها الأطفال المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية والأطفال في وضعية الشارع؛ والأشخاص في وضعية إعاقة؛ والنساء والفتيات في وضعية صعبة؛ والأشخاص المسنين المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، والأشخاص في وضعية الشارع. وفي إطار هذه البرامج، أكدت الوزيرة، على إطلاق خطة وطنية لحماية الطفولة، وكذا حملة وطنية رقمية توعوية وتحسيسية انخرط فيها عدد من الفنانين والإعلامين، لحماية النساء والفتيات من كل أشكال العنف، للحيلولة دون تفاقمه في ظروف الحجر الصحي، والوعي بضرورة استثمار السياق الحالي لتعزيز قيم العيش المشترك و نشر قيم السلم والتفاهم داخل الأسرة. وأشارت المصلي بهذا الخصوص إلى دعم منصة رقمية « كلنا معك » المخصصة للاستماع والدعم والتوجيه للنساء والفتيات في وضعية هشة، وخط هاتفي مفتوح لاستقبال النساء في وضعية صعبة أو في وضعية عنف، وهي مبادرة مهمة أطلقها الاتحاد الوطني لنساء المغرب الذي ترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم. وشددت الوزيرة، على أن مراكز الرعاية الاجتماعية أخذت حيزا كبيرا ضمن برامج وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، من خلال عدة مبادرات وإجراءات همت الأطفال والمسنين والأشخاص في وضعية إعاقة المتكفل بهم داخل هذه المؤسسات. واعتبرت المصلي، أن القوة في ظل هذه الجائحة، تكمن في إحياء قيم التضامن والتكافل التي ميزت أداء كافة مكونات الشعب المغربي بفضل ترسيخها وتأصيلها في الثقافة المغربية. مؤكدة أن هذه الثقافة برزت بشكل قوي على مستوى سياسة الدولة تجاه الفئات الهشة، وعلى مستوى المجتمع المدني، وعلى مستوى مختلف الفاعلين المؤسساتيين. كما ظهرت في جاهزية المواطنات والمواطنين للامتثال للسياسات ومختلف الإجراءات التي اتخذتها السلطات لصالحها في ظروف استثنائية. ونوهت المصلي بالمناسبة، بجهود وسائل الإعلام الوطني في التوعية والتحسيس بمخاطر الوباء والإجراءات الاحترازية، وكذلك التعريف بالخدمات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المغربية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي في مواجهة الجائحة.