أكدت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي، اليوم الخميس، أن أزمة كورونا أكدت أن محاربة الهشاشة تعد من أهم المطالب الحيوية لجعل المجتمعات والدول أقدر على مواجهة مختلف الأزمات كيفما كان نوعها وموضوعها. وأوضحت المصلي، خلال مشاركتها في لقاء عن بعد بمناسبة الإطلاق الرسمي لمبادرة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة « المجتمعات التي نريد »، أن تداعيات انتشار جائحة كورونا المستجد أكدت أن القوة الحقيقية للمجتمعات والدول ليست فقط في مستوى العيش المادي للشعوب ومستوى التقدم الصناعي ومستوى التمكين للديمقراطية، بل تجلت أيضا في مدى متانة الأنظمة الاجتماعية، ودرجة تماسك الأسر. وأضافت أن هذه القوة تكمن أيضا في مدى انتشار قيم التضامن، والوعي الجماعي، وفي مستوى ثقة الشعوب في دولها وفي سياساتها، وفي مدى جاهزية المواطنات والمواطنين للامتثال لتلك السياسات ومختلف الإجراءات التي تتخذها السلطات لصالحها في ظروف استثنائية. واستعرضت الوزيرة في هذا السياق مختلف التدابير الاستباقية لمواجهة المخاطر المحتملة لجائحة « كوفيد 19 » التي قامت بها المملكة المغربية في ظل هذه الأزمة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرزت الوزيرة على الخصوص مختلف التدابير والإجراءات الاستعجالية لحماية الفئات الهشة، بما فيها الأطفال المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية والأطفال في وضعية الشارع؛ والأشخاص في وضعية إعاقة؛ والنساء والفتيات في وضعية صعبة؛ والأشخاص المسنين المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، والأشخاص في وضعية الشارع. وأكدت ضرورة تطوير وتحسين السياسات والبرامج ذات الصلة بالحماية الاجتماعية، والقيام بمراجعة عميقة وشاملة لطرق تدبير وتمويل المنظومة ككل، وتحسين وتدقيق طرق الاستهداف، لضمان شمولية آليات الحماية. وشددت على أن تنزيل مشروع السياسة العمومية المندمجة للحماية الاجتماعية 2020-2030، الذي يتم العمل عليه في الوقت الراهن، يعد فرصة لاستخلاص العبر من آثار جائحة كوفيد 19، واستشراف ما بعدها من خلال التدقيق في البرامج والمشاريع التي سيتم تنزيلها كي تمكن من رفع التحديات الكبيرة التي تواجه منظومة الحماية الاجتماعية بالمغرب. وتهدف مبادرة الإيسيسكو الجديدة إلى نشر المعرفة وتنفيذ برامج مبتكرة تساهم في بناء مجتمعات تتمتع بمقومات الصحة والسلام والقدرة على الصمود وتشمل الجميع.