دعت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة جميلة المصلي ، أمس الثلاثاء بالرباط ، إلى تعزيز قدرات النساء الإفريقيات على مواجهة مختلف الأزمات التي يتحملن دائما آثارها وتداعياتها، سواء في أزمات الجفاف والأوبئة والأمراض والكوارث وغيرها. وأكدت المصلي خلال اجتماع عن بعد للوزراء الأفارقة المسؤولين عن النوع الاجتماعي وشؤون المرأة، بشأن موضوع "الاستجابة لفيروس كوفيد-19 والتعافي منه.. إطار يستند إلى النوع الاجتماعي"، أن تدبير هذه الظرفية الاستثنائية وغير المسبوقة، أبان مرة أخرى عن حضور النساء الإفريقيات في الصفوف الأمامية في مجالات القرب منها التعليم والصحة والأمن والأسرة. وذكر بلاغ لوزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة أن المصلي أبرزت أن عنوان المرحلة يؤكد أهمية الثقة في النساء، وتمكينهن للقيام بهذه الأدوار الرائدة في الأزمات وغيرها. وتميز الاجتماع بمشاركة رئيس الاتحاد الإفريقي، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، والمديرة التنفيذية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية لأفريقيا. وذكرت الوزيرة ، بالمناسبة ، بأن الحكومة المغربية ، بمجرد اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس (كوفيد-19)، بادرت تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، إلى اتخاذ إجراءات استباقية على جميع المستويات، لوقف تفشي هذا الوباء ومواجهة تداعياته، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات أبانت عن نتائج وفعالية أشاد بها المنتظم الدولي، إذ أعلن جلالة الملك مباشرة بعد ذلك عن إحداث "صندوق خاص بتدبير جائحة فيروس كورونا"، إضافة إلى اقتراح جلالته إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تهدف لإرساء إطار عملياتي من أجل مواكبة مختلف مراحل تدابير جائحة كورونا. واعتبرت المصلي هذه المحطة مهمة لتقاسم التجارب بين الدول، لكون سياق الجائحة مليء بالدروس التي يمكن استثمارها للمستقبل، أهمها تجارب التعليم عن بعد، والإدارة الرقمية، ودور التكنولوجيات الحديثة ومبادرات استهداف الفئات في وضعيات هشة سواء الأشخاص في وضعية إعاقة أو المسنين والأطفال أو الأشخاص في وضعية الشارع، وكذا النساء في وضعية صعبة وضحايا العنف. وتطرقت لمختلف الإجراءات التي همت تعزيز الحفاظ على صحة هاته الفئات، وتقديم الرعاية والدعم الأساسيين بشكل يلائم احتياجاتها الجديدة في سياق جائحة فيروس كورونا. وأكدت الوزيرة أن هذه الظرفية الاستثنائية تطلبت من الجميع مستوى عال من الوطنية والالتزام والتضامن والتعاون، وكذا الاجتهاد والإبداع الوطني الصرف لإيجاد حلول للتغلب على انتشار وباء فيروس (كوفيد-19) ومواجهة تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية، حيث استعرضت ، في هذا الصدد ، مجموع التدابير والقرارات التي اتخذها المغرب من أجل مواجهة آثار الجائحة، والتي بلغت أزيد من 400 إجراء، كتدابير لمواكبة تنفيذ الحجر الصحي، أو التخفيف من الآثار الاجتماعية والتداعيات الاقتصادية. من جهة أخرى، أبرزت7 المصلي أهم المجهودات الخاصة بالنساء والفتيات ضحايا العنف للحيلولة دون تفاقمه في ظروف الحجر الصحي، والوعي بضرورة استثمار السياق الحالي لتعزيز قيم العيش المشترك، والمسؤولية المشتركة بين الزوجين ونشر ثقافة السلم والمودة والتواصل والتفاهم داخل الأسرة. وخلصت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة إلى أن مبادرة لجنة الاتحاد الإفريقي لعقد الاجتماع الوزاري الذي حضره وزيرات ووزراء مختلف الدول الإفريقية وحوالي 170 مشارك، في ظل هذا الظرف الصعب الذي تمر به بلدان العالم ، يشكل فرصة للتقاسم والتعلم من التجارب الإفريقية الناجحة، من أجل استشراف مستقبل مشرق بعد هذه الظرفية الصعبة واستباق آثارها الاقتصادية والاجتماعية.