* انعقدت، أمس الجمعة بالصويرة، ندوة تحت شعار « المنتوجات المجالية في قنوات التسويق العصرية: إنجازات وأفاق »، وذلك بمبادرة من وكالة التنمية الفلاحية. وشكلت هذه الندوة، التي تميزت بحضور مديرين جهويين وإقليميين في قطاع الفلاحة، ورؤساء مؤسسات ومصالح مركزية تابعة لوزارة الفلاحة تعنى بقطاع المنتوجات المجالية وفاعلي الأسواق الكبرى وممثلي التعاونيات الفلاحية، مناسبة لتسليط الضوء على التحديات التي تم رفعها من قبل المنتجين الصغار بفضل الجهود المبذولة من طرف وكالة التنمية الفلاحية. وفي هذا الإطار، تم تسليط الضوء على تنفيذ استراتيجية تنمية تسويق المنتوجات المجالية، مثل التركيز على تحسين القدرة التنافسية لولوج المنتجات المجالية إلى الأسواق المحلية والدولية. ومن خلال هذه الندوة، تهدف وكالة التنمية الاجتماعية إلى إبراز أهمية قنوات التسويق العصرية في الاستراتيجية الوطنية لترويج وتسويق المنتوجات المجالية وأثرها على تنمية وتحديث الفلاحة التضامنية وكذا مناقشة الآفاق المستقبلية وشروط توسيع وديمومة تسويق هذه المنتوجات في قنوات التوزيع العصرية. كما تسعى الوكالة إلى التحسيس برهانات هذه الاستراتيجية من حيث إحداث فرص الشغل ومساهمتها في تنمية العالم القروي عبر تعبئة جميع الشركاء لتوسيع قاعدة المستفيدين، من خلال مواكبة المزيد من التعاونيات وزيادة الحصة السوقية لهذا القطاع، وكذلك ولوج قنوات توزيع جديدة. ووفقا للمعطيات الرسمية لوكالة التنمية الفلاحية، فقد بلغ عدد التعاونيات التي استفادت من مواكبة الوكالة ما مجموعه 164 تعاونية تقوم بتسويق منتوجاتها بصفة منتظمة على مستوى 113 متجرا كبيرا ومتوسطا موزعة على مستوى 22 مدينة. وأضاف المصدر ذاته أن هذه التعاونيات، التي تضم 5935 فلاحا صغيرا بينهم 42 في المئة من النساء، تمكنت من مضاعفة رقم معاملاتها وتأكيد تموقعها في السوق الوطنية، لا سيما على مستوى قنوات التسويق العصرية التي تضمن لها استمرار الربحية وهيكلة أفضل لهذا القطاع. وفي كلمة بهذه المناسبة، قال المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، إن مخطط « المغرب الأخضر » يولي أهمية خاصة لتطوير المنتوجات المجالية، بالنظر إلى المؤهلات التي تتوفر عليها مختلف جهات البلاد، مبرزا في هذا الصدد تعدد الأنظمة الإيكولوجية (الجبال والهضاب والواحات وغيرها) والتنوع البيولوجي الذي يسمح بإنتاج مجموعة واسعة من المنتوجات الخاصة والقيمة في مختلف الجهات والمناطق الفلاحية للبلاد، والتي تعكس تقاليد وخبرة الساكنة المحلية. على صعيد آخر، نوه الريفي بتنظيم هذه الندوة، معتبرا أنها تشكل فرصة لإبراز الجهود التي بذلتها الوزارة الوصية والتي مكنت من دعم المجموعات في مجال تثمين المنتجات المجالية وولوجها إلى الأسواق الوطنية والدولية، بهدف تنويع مصادر دخل صغار المنتجين وتحسين ظروفهم المعيشية، خاصة بالنسبة لمن يعيشون في المناطق الهامشية. وذكر، في هذا الصدد، بالتوقيع على اتفاقيات شراكة بين وزارة الفلاحة وسلاسل الأسواق الكبرى، مما سهل ولوج مجموعات المنتجين إلى شبكات التسويق العصرية وتوسيع سوق المنتوجات المجالية، من خلال الزيادة في الفضاء المخصص وتدوير أفضل للمنتجات. من جهته، أبرز المدير الجهوي للفلاحة بمراكش – آسفي، السيد عبد العزيز بوسرارف، جميع الجهود التي بذلتها المديرية الجهوية والمديريات الإقليمية ومختلف المصالح المعنية بتنمية وتثمين هذه المنتوجات من الإنتاج وإلى غابة التسويق، مذكرا بالاهتمام الخاص الذي يوليه مخطط « المغرب الأخضر » للمنتوجات المجالية. وسجل أنه بالرغم من المكتسبات والإنجازات التي تحققت في مجال تنمية وتثمين المنتوجات المجالية وتحسينها، لا تزال هناك العديد من التحديات، خاصة في ما يتعلق بتسويقها أو استدامة جودتها.